شرح
السند ضعيف .
قوله عليه السلام : (لم يقصم) إلى قوله : (ورخاء) . قيل : خوّف عليه السلام من اشتدّ عناده وامتدّ فساده، ورغّب في الدنيا، ونسي الآخرة، واغترّ بماله، وابتهج بحاله، واستبدّ في الدين برأيه بذكر أحوال الجبّارين الذين كانوا معرضين عن دين اللّه تعالى، فمهّلهم من باب الاستدراج، فكانوا في نعمة ورخاء، ثمّ قصمهم وأخذهم . ۱
وقال الفيروزآبادي : «قصمه يقصمه: كسره وأبانه، أو كسره، وإن لم يُبن» . ۲ وقال : «مهّله تمهيلاً، أي أجّله» ، ۳ وقال : «الرخاء، بالفتح: سعه العيش» . ۴
(ولم يجبر كسر عَظم من الاُمم إلّا بعد أزل وبلاء) .
الجبر: خلاف الكسر، وفعله كنصر. وجبر العظم والفقير جبراً: أحسن إليه، أو أغناه بعد فقر.
والأزل، بالفتح والسكون: الضيق، والشدّة، وبالكسر: الداهية . ۵
وقيل : قوله عليه السلام : (أيّها الناس ...) إبداء لمضمون قوله : «ولم يجبر» من باب التأكيد .
(في دون ما استقبلتم) أي عنده، أو في أقلّه .
(من عطب) ؛ هو الشان والحال والأمر، عَظُم أو صغر . وفي بعض النسخ: «من عتب»، وهو بالتحريك: الشدّة، والأمر الكدّ، وبالتسكين: الموجِدة .
قيل: هذا إشارة إلى ما كانوا فيه بعد ظهور الإسلام من الحرب مثل حرب بدر واُحد
1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۷۸ .
2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۶۵ (قصم) .
3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۲ (مهل) .
4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۳۳ (رخو) .
5.قال المازندراني رحمه الله: «جبر العظم المكسور كناية عن قوّتهم بعد ضعفهم، يظهر ذلك لمن نظر في أتباع الأنبياء أوّل الأمر؛ فإنّهم كانوا في غاية الضعف والشدّة، ثمّ حصّلت لهم القوّة بالاتّحاد والصبر والتناصر والتعاون، وفيه ترغيب في الصبر على النوازل، وتنبيه على أنّ اليسر مقرون بالعسر، كما قال تعالى: «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً»، وعلى وجوب الاتّحاد في الدين وعدم تشتّت الآراء وتفرّق الذهن فيه لقلّة أهله؛ فإنّ الحقّ يعلو بالآخرة مع أنّ التشتّت يوجب الوهن والضعف والعجز، وكلّ ذلك ضدّ مطلوب الشارع». ثمّ قال: «ويحتمل أن يراد بالجبّارين المخالفون، وبقوله: لم يجبر، شيعته وأنصاره، فنبّه بالأوّل على أنّ اُولئك الجبّارين وإن طالت مدّتهم وقويت شوكتهم، فهم من إمهال اللّه لهم ليستعدّوا به الهلاك، وبالثاني على أنّكم وإن ضعفتم وابتليتم فذلك من عادة اللّه فيمن يريد أن ينصره، وينصركم بظهور دولتنا القاهرة».