575
البضاعة المزجاة المجلد الأول

ويمكن أن يكون الكاف للتشبيه، ويراد بفوُف بالضمّ الأصل والمادّة . قال الجوهري : «الفوف: الجهة البيضاء في باطن النواة التي تنبت منها النخلة» . ۱
(وأهل عَشَوات) .
في القاموس: «العشوة، بالضمّ والكسر: ركوب الأمر على غير بيان ، ويثلّث، وبالفتح: الظلمة» . ۲
(وضلالة وريبة) .
في القاموس: «الريبة، بالكسر: الظِّنَّة، والتهمة» . ۳ وقال الجوهري : «الريب: الشكّ، والريب: ما رابك من أمر، والاسم: الرِّيبة بالكسر، وهي التهمة والشكّ» . ۴
(مَن وكلَه اللّه ) أي سلّمه وتركه (إلى نفسه ورأيه) بسلب اللطف والتوفيق عنه؛ لإعراضه عن الحقّ وأهله .
وقوله : (فهو مأمون عند من يجهله) خبر الموصول .
وقوله : (غير المتّهم عند من لا يعرفه) إمّا بالرفع خبر آخر للضمير، أو بالنصب على الحاليّة، والضمير المنصوب في الموضعين راجع إلى الموصول الأوّل .
والغرض بيان أنّ حسن الظنّ به من عوامّ الناس إنّما هو لجهالتهم بضلالته ، وأمّا العالم بحاله؛ فإنّه يعلم وجوه اختلاله .
قيل : يحتمل أن يكون المراد بالموصول أئمّة من قد ذمّهم سابقاً لا أنفسهم . ۵ وقيل : يحتمل عود الضمير المنصوب في الموضعين إلى اللّه ؛ لأنّ من عرف اللّه علم أنّ ذلك الرجل متّهم بالخيانة والفساد في الدين غير مأمون فيه؛ لعلمه بوجوب الرجوع إلى من نصب اللّه لإقامة دينه؛ فإنّه هو المأمون دون غيره .
(فما أشبه هؤلاء) المضلّين الذين وكلهم اللّه إلى أنفسهم وآرائهم ، أو المراد تابعيهم، والثاني أنسب بقوله : (بأنعام قد غاب عنها رعاؤها) .
الراعي: كلّ من ولي أمر قوم ، وجمعه: رُعاة ـ مثل قاض وقُضاة ـ ورعُيان، مثل شابّ

1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۱۲ (فوف) .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۶۲ (عشو) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۷ (ريب) .

4.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۴۱ (ريب) .

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۴۲ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
574

(ولن يزدادوا إلّا بُعداً من اللّه ) ؛ لخطأهم في عقائدهم وأعمالهم ، والظرف متعلّق بالبُعد والتقرّب على التنازع .
(اُنس بعضهم ببعض) .
الاُنس، بالضمّ وبالتحريك: ضدّ الوحشة ، وقد آنس به، مثلّثة النون. والظاهر أنّه هنا على صيغة المصدر ليوافق الفقرة التالية ، أعني قوله : (وتصديق بعضهم لبعض) .
في بعض النسخ: «وتصدق»، على صيغة الفعل أو المصدر، أي يعطي بعضهم صدقته لبعض، وكأنّه تصحيف .
وبالجملة ذلك الاُنس والتصديق لتحقّق الرابطة الجنسيّة والتوافق في المذهب والطريق .
(كلّ ذلك) إشارة إلى خطأ تلك الفرق بتفاصيله .
(وحشة) أي يفعلون ذلك لأجل استيحاشهم وعدم استئناسهم .
(ممّا ورّث النبيّ الاُمّي صلى الله عليه و آله ) من العلوم والحكم لأهل بيته الطاهرين .
(ونفوراً) أي تباعداً وشَروداً (ممّا أدّى) النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأوصل (إليهم من أخبار فاطر السماوات والأرض) أي خالقهما ومبدعهما .
(أهل حسرات) خبر مبتدأ محذوف، أي هم أهل تلهّف بعد الموت لما صنعوه من الأباطيل . وفي بعض النسخ : «أهل خسران» .
(وكهوف شبهات) عطف على «أهل»، جمع «كهف»، وهو كالبيت المقفور في الجبل ، والملجأ؛ يعني تأدّى إليهم الشبهات لإقبالهم عليها، وافتتانهم بها، وعدم تفتيشهم عن وجه الحقّ والصواب، وعدم رجوعهم فيها إلى أهل العلم واُولي الألباب .
وفي بعض النسخ: «كفر وشبهات»؛ أي أهل كفر. وفي بعضها: «كفوف شبهات» . قال الفيروزآبادي :
الكفّ: اليد، الجمع أكفّ وكفوفٌ. وكفّت الناقة كفوفاً: كبرت، فقصرت أسنانها حتّى تكاد تذهب، فهو كاف وكفوف. والثوب كفّاً: خاط حاشيته، وهو الخياطة الثانية بعد الشلّ. والإناء: ملأه مُفرطاً. انتهى . ۱

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۹۰ (كفف) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 111274
صفحه از 630
پرینت  ارسال به