وقال بعض الشارحين :
إرم، كعنب: دمشق ، وأيضاً أحجار يرفع بعضها على بعض علماً للطريق ونحوه؛ كلمة «من» على الأوّل متعلّقة ب «ينقض»، أي ينقض من دمشق طيّ الأحجار أو الأحجار المطويّة ، وعلى الثاني متعلّقة به، أو بالطيّ، والنقض على التقديرين كناية عن تخريب الآثار والديار . ۱
(ويملأ منهم بُطنان الزيتون) .
بطنان الشيء، بفتح الباء: وسطه، وبضمّها: جمع بطن، وهو خلاف الظهر، والمطمئنّ من الأرض، والغامض منها .
والزيتون: جبال الشام، أو مسجد دمشق . وعلى أيّ تقدير المراد أوساط الشام ودواخله ، والغرض من هذه الفقرة وسابقها بيان استيلاء هؤلاء المجتمعين لاستيصال بني اُميّة، وغلبتهم عليهم في وسط ديارهم، والظفر بهم في بحبوحة قرارهم، وأنّه لا ينفعهم بناء، ولا حصن للتحرّز عنهم .
(فو الذي فلق الحبّة) فأخرج منها أنواع النبات (وبرأ النسمة) أي خلق أصناف ذوي الحياة .
قال الفيروزآبادي : «النسمة، محرّكة: نفس الروح، وأيضاً الإنسان» . ۲
وقوله : (ليكوننّ ذلك) ؛ بفتح اللام جواب القسم، و«ذلك» إشارة إلى جميع ما أخبر به سابقاً .
(وكأنّي أسمع صَهيل خيلهم) . في القاموس: «الصَّهيل، كأمير: صوت الفرس» . ۳
(وطمطمة رجالهم) .
قال الجزري: «في صفة قريش: ليس فيهم طُمْطمانية حِمْيَر؛ شبّه كلام حمير لما فيه من الألفاظ المنكرة بكلام العجم ؛ يُقال: رجل أعجم طمطميّ» . ۴
وقال الجوهري : «رجل طمطم ـ بالكسر ـ أي في لسانه عجمة لا يفصح ، وطُمطُماني ـ بالضمّ ـ مثله» . ۵
وأقول : إنّما سُمّي عليه السلام تكلّمهم طمطمة لكون لغات أكثرهم عجميّة منكرة عند العرب،
1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۸۵ .
2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۸۰ (سنم) .
3.اُنظر: القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۴ (صهل) .
4.النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۳۹ (طمطم) .
5.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۷۶ (طمطم) .