589
البضاعة المزجاة المجلد الأول

إلى ذات ذنب ظهرت ۱ في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة هجريّة ، والشمس في أوائل الميزان بقرب الإكليل الشمالي كانت تطلع وتغيب معه لا تفارقه، ثمّ بعد مدّة ظهر أنّ لها حركة خاصّة بطيئة فيما بين المغرب والشمال، وكانت يصغر جرمها، ويضعف ضوؤها بالتدريج حتّى انمحت بعد ثمانية أشهر تقريباً، وقد بعدت عن الإكليل في الجهة المذكورة قدر رمح ، لكن قوله عليه السلام : (من قبل المشرق) يأبى عنه إلّا بتكلّف.
وقد ظهر في عصرنا سنة خمس وسبعين وألف ذو ذؤابة فيما بين القبلة والمشرق، ومكث أشهراً، ثمّ غاب، ثمّ ظهر أوّل الليل في جانب المشرق، وقد ضعف، ثمّ بعد أيّام انمحى، وكانت له حركة على التوالي لا على نظام معلوم ، وتطبيق ما في الخبر يحتاج إلى تكلّف آخر أيضاً . ۲
وقيل : يحتمل بعيداً أن يُراد بهذا النجم الأجل، أو الوقت المضروب، فيكون إشارة إلى خروج الدجّال، أو يأجوج ومأجوج وأتباعهما . ۳
(ولاح) أي بدا وتلألأ .
(لكم القمر المنير) . لعلّ المراد به ظهوره عليه السلام ، كما أشرنا إليه سابقاً . وقيل : يحتمل أن يكون المراد ظهور قمر آخر، أو شيء يشبه بالقمر . ۴ وقيل : يمكن أن يُراد به نزول عيسى عليه السلام . ۵
(فإذا كان ذلك فراجعوا التوبة)؛ لتضييق وقتها. والمراجعة: المعاودة.
ولعلّ المراد بقوله عليه السلام : (طالع المشرق) القائم عليه السلام كما مرّ، وشبّهه بالشمس أو بالقمر باعتبار النور والظهور والاستيلاء على أطراف الآفاق، ورفع حجب ظلم الجهالات ، واستعار له لفظ الطالع ورشّحه بذكر المشرق ، ويحتمل أن يكون المراد بالمشرق مكّة؛ إذ هي شرقيّة بالنسبة إلى المدينة .
وقال الفاضل الإسترآبادي :
يحتمل أن يكون المراد به المهدي عليه السلام الموعود . لا يقال: طلوعه من مكّة، وهي وسط

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۸۷ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۸۷ .

3.في النسخة: «ظهر»، وهو سهو.

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۴۹ و۱۵۰ .

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۵۰ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
588

فإنّ خطابه عليه السلام للاُمّة مطلقاً . والمعنى: قطعتموني، وتركتم الأئمّة من ذرّيّتي، ووصلتم أبناء الحرب وأولادهم، وأقررتم بخلافتهم وخلافة أتباعهم الفسقة . والظاهر أنّ إطلاق «أبناء الحرب» عليهم من قبيل الاستعارة، كما ذكرنا سابقاً في أبناء الدنيا .
(ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم) أي لو ذهب وانقطع ملك بني العبّاس، واحترق بما أوقده هلاكو من نار الحرب .
(لَدنا التمحيص للجزاء) .
قيل : أي لقرب ابتلاء هؤلاء بغيرهم من أرباب الملل الباطلة كلّهم؛ لجزائهم بما كانوا يعملون . ۱
وقيل : دنوّ التمحيص قرب قيام القائم عليه السلام ، أي يُبتلى الناس، ويختبرون بقيامه عليه السلام ليجزي الكافرين، ويعذّبهم في الدنيا قبل نزول عذاب الآخرة بهم ، ويمكن أن يكون المراد قرب تمحيص جميع الخلق لجزائهم في الآخرة، إن خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً . ۲
(وقرب الوعد) أي وعد الفرج بظهور المهدي عليه السلام .
(وانقضت المدّة) أي قرب انقضاء مدّة أهل الباطل .
وقيل : المدّة المقرّرة لغيبته عليه السلام ؛ يعني أكثرها أو بعضها ، وقد أخبر عليه السلام بأنّه لابدّ من وقوع هذه الاُمور قبل ظهور المهدي عليه السلام ، ثمّ أخبر بقرب زمان ظهوره بناءً على أنّ كلّ ما هو آتٍ فهو قريب، ولم يقل: إنّ ظهوره مقارن لانقضاء هذه الاُمور، بل له علامات اُخر كما سيأتي في الأخبار المتفرّقة . ۳
(وبدا لكم النجم ذو الذنب) ؛ كأنّ المراد به الصاحب عليه السلام ، وتعبيره بالنجم لاهتداء الخلق به، ووصفه بذي الذنب لامتداد زمان دولته، أو كثرة أعوانه وأنصاره وأتباعه ، أو لأنّه بلاءٌ على أعدائه وهم يتشأمّون به ، وكذا ما سيأتي من قوله : «القمر المنير» و«طالع المشرق» .
وقيل : بدؤ النجم ذي الذنب على اُمّة اُخرى لظهوره عليه السلام . وقيل : يحتمل أن يكون إشارة

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۸۷ .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۴۹ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 108527
صفحه از 630
پرینت  ارسال به