«عَلى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»
۱ .
قال الجوهري : «شَفا كلّ شيء: حرفه ، قال تعالى : «وَكُنْتُمْ عَلى شَفَا حُفْرَةٍ» » . ۲ وقال : «الجُرْف والجُرُف، مثل عُسْر وعُسُر: ما تجرّفته السؤول، وأكلته من الأرض، ومنه قوله تعالى: «وَكُنْتُمْ عَلى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ» » ۳ وقال:
هار الجُرُف يَهُور هَوراً وهُؤُوراً فهو هائر ، ويقال أيضاً : جُرفٌ هار، خفضوه في موضع الرفع، وأرادوا هائر، وهو مقلوب من الثاني إلى الرباعي، كما قلبوا: «شائك السلاح» إلى: «شاكي السلاح». وهوّر، فتهوّر، وانهار، أي انعدم . ۴
وفي القاموس: «الهار: الضعيف الساقط من شدّة الزمان» ۵ انتهى .
والضمير في «انهار» راجع إلى «شفا جرف» أو إلى الإشراف ، والباء للتعدية، أو للمصاحبة ، والضمير المجرور راجع إلى الموصول في قوله : «من لم أشركه» ، وكذا المستتر في «أشرف» .
والحاصل أنّه بنى فعله هذا على قاعدة هي أضعف القواعد وأرخاها، فأدّى به لضعفه وقلّة استمساكه إلى السقوط في نار جهنّم .
وفيه تشبيه معقول بمحسوس تنبيهاً على أنّ هذا الغاصب في صدد الوقوع في النار لحظة فلحظة، ثمّ مصيره إليها البتّة .
هذا ، واعلم أنّ جملة «أشرف» يحتمل كونها حاليّة بتقدير «قد»، وكونها استئنافيّة كأنّ سائلاً سأل عن مآل حال ذلك الغاصب فأجاب بها .
(حقّ وباطل) ؛ لعلّه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير ما ذكر من الطريقين: طريق التقوى، وطريق الخطأ؛ أحدهما حقّ وهو التقوى، والآخر باطل وهو الخطأ .
وقيل : هو مبتدأ بتقدير الخبر ؛ يعني في الدنيا، أو هنا، أو بين الناس حقّ وباطل ، ۶ (ولكلّ) منهما (أهل) .
1.التوبة(۹): ۱۰۹.
2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۹۳ (شفي) .
3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۳۶ (جرف) .
4.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۸۵۶ (هور) .
5.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶۲ (هور) .
6.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۵۶ .