(باقي الكتاب) أي الأحكام والاُمور الباقية في الكتاب إلى آخر الدهر ، أي الكتاب الباقي ، فالإضافة إمّا بتقدير «في»، أو من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف .
وقيل : لعلّ المراد ما بقي من الكتاب في أيدي الناس . ۱ وفي بعض النسخ : «ما في الكتاب» . وفي بعضها : «يأتي الكتاب» أي على تلك الجادّة باقي كتاب اللّه ، وحثّ الناس على سلوكها . وفي بعضها: «باغي الكتاب» أي طالبه .
(وآثار النبوّة) . الآثار ـ جمع الأثر بالتحريك ـ وهو بقيّة الشيء ، والخبر. والمراد هنا ما جاء به النبيّ صلى الله عليه و آله من عند اللّه .
(هلك من ادّعى) ما ليس أهلاً له مطلقاً، أو من ادّعى الإمامة والخلافة بغير استحقاق؛ لأنّ أكثر كلامه عليه السلام في هذه الخطبة في ذلك .
(وخاب) أي خسر، ولم ينل مطلوبه .
(من افترى) أي كذب واختلق . والجملة إمّا دعائيّة، أو خبريّة .
(إنّ اللّه أدّب هذه الاُمّة بالسيف والسوط) في الحدود والقصاص، أو في الجهاد أيضاً ؛ وذلك لعلمه بعدم انتظام حالهم إلّا بهما . أو في رواية: «إنّ اللّه داوى هذه الاُمّة بدواءين: السوط، والسيف» . ۲
(وليس لأحد عند الإمام فيهما) أي في السيف والسوط .
(هَوادة) . قال الجوهري : «الهوادة : الصلح، والميل» . ۳ وقال الجزري: «فيه: لا تأخذه في اللّه هوادة؛ أي لا يسكن عند وجوب حدود اللّه ، ولا يحابى فيها أحداً . والهوادة: السكون، والرخصة، والمحاباة» ۴ انتهى .
وفيه وعيد وتهديد لهم بالقتل، وإجراء الحدود مع تحقّق موجبهما، وإقناط لهم من الميل والدفع بالشفاعة والقرابة ونحوهما .
(فاستتروا في بيوتكم) .
قيل : أمر بلزوم البيوت للفرار من المنافرات والمفاخرات والمشاجرات . ۵ وقيل : هذا
1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۵۸ .
2.الإرشاد ، ج ۱ ، ص ۲۳۹؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱ ، ص ۲۷۵ .
3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۵۸ (هود) .
4.النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۸۱ (هود) .
5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۹۵ .