611
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وَالْعِبَادَةُ اسْتِطَالَةً، وَالصِّلَةُ مَنّاً».
قَالَ: فَقِيلَ: مَتى ذلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: «إِذَا تَسَلَّطْنَ النِّسَاءُ، وَسُلِّطْنَ الاْءِمَاءُ، وَأُمِّرَ الصِّبْيَانُ».

شرح

السند ضعيف .
قوله عليه السلام : (يطرف فيه الفاجر) بالطاء المهملة . قال الجوهري : «الطارفُ والطريف من المال: المستحدَثُ، وهو خلاف التالد والتليد ، والاسم: الطرفة بالضمّ. وأطرفَ فلان، إذا جاء بطرفة» . ۱
وفي القاموس: «أطرف فلاناً: أعطاه ما لم يعطه أحداً قبله» ۲ انتهى . والفاجر هو المنبعث في المعاصي .
إذا عرفت هذا فاعلم أنّه يحتمل أن يكون «يطرف» بفتح الياء وضمّ الراء؛ أي يكون الفاجر في ذلك الزمان طرفة حسناً عند الناس . أو على البناء للمفعول من باب الإفعال، وكونه على بناء الفاعل منه محتمل بضرب من التوجيه .
وعلى التقديرين يكون من الطريف، وهو الأمر المستحدث المستطرف الذي يعدّه الناس حسناً؛ لأنّهم راغبون إلى المستحدثات، ويميل طبائعهم إليها .
وقيل : معنى «يطرف» يدّعي طريفاً ؛ أي شريفاً كريماً ، وينسب إليه الطرافة .
وفي بعض نسخ الكتاب وأكثر نسخ النهج: «يظرف» بالظاء المعجمة . قال الفيروزآبادي :
الظَّرف: الكياسة. ظَرُف ـ ككرم ـ ظرفْاً وظرافة، قليلة، فهو ظريف، أو الظرف إنّما هو في اللسان، أو حُسنُ الوجه والهيئة، أو يكون في الوجه واللِّسان، أو البزاعة أو الحذق ، وأظرف: وَلَد بنين ظرفاء . ۳
(ويُقرّب) بتشديد الراء، وتخفيفها احتمال (فيه الماجن).
في القاموس: «مَجَن مُجوناً: صلب وغلظ ، ومنه الماجن لمن لا يبالي قولاً وفعلاً،

1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۹۴ (طرف) .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۶۸ (طرف) .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۷۰ (ظرف) مع التلخيص .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
610

فِيمَا عِنْدَ اللّهِ رَغْبَةً، وَإِنَّ أَنْجَاكُمْ مِنْ عَذَابِ اللّهِ أَشَدُّكُمْ خَشْيَةً لِلّهِ، وَإِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنَ اللّهِ أَوْسَعُكُمْ خُلُقاً، وَإِنَّ أَرْضَاكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَسْبَغُكُمْ عَلى عِيَالِهِ، وَإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَلَى اللّهِ أَتْقَاكُمْ لِلّهِ».

شرح

السند مجهول .
وفي الفقيه : «مالك بن عطيّة»، فصحيح .
قوله : (وإنّ أعظمكم) أي أكثركم (عملاً) . وقيل : أي أحسنكم إطلاقاً للمسبّب على السبب؛ لأنّ حسن العمل سبب لعظمته، فكما ازداد ازدادت . ۱
(أعظمكم فيما عند اللّه رغبةً) أي علامة عظم الرغبة وكثرة الرجاء كثرة العمل، ويكذب من يدّعي الرجاء ولا يعمل؛ فإنّ عظمة الرغبة فيما عند اللّه من الثواب والأجر يوجب المبالغة في عظمة العمل وتكثيره وتحسينه .
وقوله : (أسبغكم) أي أوسعكم .
(على عياله) في المطعم والمشرب والملبس والمسكن ـ كمّاً وكيفاً ـ مع التمكّن وعدم التبذير والتجاوز عن الحدود الشرعيّة .
(إنّ أكرمكم على اللّه أتقاكم) ؛ فإنّ التقوى بها يكمل النفوس، ويتفاضل الأشخاص، فمن أراد كرامةً وشرفاً فليلتمس منها . وتعدية «أكرم» ب «على» بتضمين مثل معنى الورود .

متن الحديث الخامس والعشرين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ الصَّيْقَلِ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ الْمَحَامِلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُطْرَفُ ۲ فِيهِ الْفَاجِرُ، وَيُقَرَّبُ فِيهِ الْمَاجِنُ، وَيُضَعَّفُ فِيهِ الْمُنْصِفُ».
قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَتى ذَاك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: «إِذَا اتُّخِذَتِ الْأَمَانَةُ مَغْنَماً، وَالزَّكَاةُ مَغْرَماً،

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۹۶ .

2.في كلتا الطبعتين: «يظرف» بالظاء المعجمة.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 93381
صفحه از 630
پرینت  ارسال به