والمراد بتسليطهنّ غلبتهنّ على الرِّجال، وسلطتهنّ عليهم، أو دخولهم تحت حكمهنّ سلاطين كنّ أو لا .
وقيل : يمكن أن يكون المراد بتسليط الإماء تسليطهنّ على الحرائر . ۱
(واُمّر الصبيان) . قال الجوهري : «التأمير: تولية الإمارة» . ۲ وفي القاموس: «أمر علينا ـ مثلّثة ـ إذا ولّى ، والاسم: الإمرة بالكسر» . ۳
وفي بعض النسخ: «قال : فقيل له : متى ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : إذا اتّخذت الأمانة مغنماً، والزكاة مَغرماً، والعبادة استطالة، والصِّلة منّاً ، فقال : متى ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : إذا تسلّطن النساء » إلى آخره .
المَغْنَم والغنيمة: الفيء، والفوز بالشيء بلا مشقّة ؛ يعني أنّهم يتّخذون مال الأمانة بمنزلة خالص أموالهم .
وقوله : (والزكاة مَغرماً) أي كأنّها غرامة يَغْرَمها . قال الجوهري : «الغرامة: ما يلزم أداؤه، وكذلك المَغْرَم والغُرم. وقد غَرِم الرجل الدية» . ۴
وقوله : (والعبادة استطالة): ترفّعاً على الناس. يُقال : استطال، إذا امتدّ، وارتفع، وتفضّل، وتطاول .
وقوله : (والصِّلة مَنّاً) أي يمنّون بها على من وصلوها، أو على اللّه تعالى . وقيل : المنّة: تذكير المنعِم للمنعَم عليه بنعمته، والتطاول عليه بها . ۵
متن الحديث السادس والعشرين
۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَقَبِيِّ رَفَعَهُ قَالَ:خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَحَمِدَ اللّهَ، وَأَثْنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ آدَمَ لَمْ يَلِدْ عَبْداً، وَلَا أَمَةً، وَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَحْرَارٌ، وَلكِنَّ اللّهَ خَوَّلَ بَعْضَكُمْ بَعْضاً، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَلَاءٌ فَصَبَرَ فِي الْخَيْرِ فَلَا يَمُنَّ بِهِ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ أَلَا وَقَدْ حَضَرَ شَيْءٌ وَنَحْنُ مُسَوُّونَ فِيهِ بَيْنَ الْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ».
1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۹۷ .
2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۸۲ (أمر) .
3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۶۵ (أمر) .
4.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۹۶ (غرم) .
5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۹۸ .