617
البضاعة المزجاة المجلد الأول

فَيَلْعَنُونَ أَبَوَيْهِ، لَعَنَ اللّهُ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعَضَلاً وَلِحْيَانَ، وَالْمُجْذَمِينَ مِنْ أَسَدٍ، وَغَطَفَانَ، وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَشَهْبَلاً ۱ ذَا الْأَسْنَانِ، وَابْنَيْ مَلِيكَةَ بْنِ جَزِيمٍ، وَمَرْوَانَ، وَهَوْذَةَ، وَهَوْنَةَ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (عليّ بن إبراهيم) و(محمّد بن يحيى) معطوفان على أبي عليّ الأشعري .
وقوله : (عرضت عليه الخيل). في الصحاح: «الخَيل: الفُرسان، والخَيل: الخُيول» . ۲
وقوله : (لعرض الخيل) . يُقال : عَرَض له كذا عَرْضاً، أي أظهره له .
وقوله : (فمرّ بقبر أبي اُحيحة) ؛ بالحائين المهملتين . قال الفيروزآبادي : «اُحَيحة، مصغّراً: ابن جُلّاح» . ۳ وقوله (ابنه)؛ يعني ابن أبي اُحيحة .
وقوله : (أبا قحافة) بالضمّ، كنية والد أبي بكر، واسمه عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرّة بن كعب ، و«مرّة» من أجداد النبيّ صلى الله عليه و آله .
(ما كان يُقري الضيف) .
قال الجوهري : «قَرَيْت الضيف قرىً ـ مثال قليته قِلىً ـ وقَراءً: أحسنت إليه، إذا كسرت القاف مقصور» ۴ انتهى . وذكر غيره: «أقريت الضيف» أيضاً .
وقوله : (أهونهما على العشيرة فَقْداً) نصب على التمييز . قال الفيروزآبادي : «عشيرة الرجل: بنو أبيه الأدنون، أو قبيلته» . ۵ وقال : «فَقده فَقْداً وفقداناً وفقوداً: عَدِمَهُ، فهو فقيد ومفقود» انتهى . ۶
وقيل : عشيرة الرجل من يعاشرهم ويعاشرونه من العشرة، وهو الصحبة ، ولعلّ المراد أنّ عَدَمه وموته أهون وأسهل على عشيرته، ولا يبالون بموته؛ لأنّهم لا ينتفعون به في حال حياته . ۷

1.في الحاشية عن بعض النسخ والوافي: «وسهيلاً». وفي بعض نسخ الكافي: «وشهيلاً».

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۹۱ (خيل) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۱۴ (أحح) .

4.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۶۱ (قرا) .

5.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۹۰ (عشر) .

6.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۲۳ (فقد) .

7.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۹۹ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
616

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:«خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِعَرْضِ 1 الْخَيْلِ، فَمَرَّ بِقَبْرِ أَبِي أُحَيْحَةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَعَنَ اللّهُ صَاحِبَ هذَا الْقَبْرِ، فَوَ اللّهِ إِنْ كَانَ لَيَصُدُّ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ، وَيُكَذِّبُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله . فَقَالَ خَالِدٌ ابْنُهُ: بَلْ لَعَنَ اللّهُ أَبَا قُحَافَةَ، فَوَ اللّهِ مَا كَانَ يُقْرِي الضَّيْفَ، وَلَا يُقَاتِلُ الْعَدُوَّ، فَلَعَنَ اللّهُ أَهْوَنَهُمَا عَلَى الْعَشِيرَةِ فَقْداً.
فَأَلْقى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خِطَامَ رَاحِلَتِهِ عَلى غَارِبِهَا، ثُمَّ قَالَ: إِذَا أَنْتُمْ تَنَاوَلْتُمُ الْمُشْرِكِينَ، فَعُمُّوا، وَلَا تَخُصُّوا، فَيَغْضَبَ وُلْدُهُ.
ثُمَّ وَقَفَ، فَعُرِضَتْ عَلَيْهِ الْخَيْلُ، فَمَرَّ بِهِ فَرَسٌ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: 2 إِنَّ مِنْ أَمْرِ هذَا الْفَرَسِ كَيْتَ وَكَيْتَ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ذَرْنَا، فَأَنَا أَعْلَمُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى ظَهَرَ الدَّمُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ: فَأَيُّ الرِّجَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: رِجَالٌ يَكُونُونَ بِنَجْدٍ، يَضَعُونَ سُيُوفَهُمْ عَلى عَوَاتِقِهِمْ، وَرِمَاحَهُمْ عَلى كَوَاثِبِ خَيْلِهِمْ، ثُمَّ يَضْرِبُونَ بِهَا قُدُماً قُدُماً.
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : كَذَبْتَ، بَلْ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ؛ أَفْضَلُ الْاءِيمَانُ يَمَانِيٌّ، 3 وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ، وَلَوْ لَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ الْجَفَاءُ وَالْقَسْوَةُ فِي الْفَدَّادِينَ أَصْحَابِ الْوَبَرِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّمْسِ، وَمَذْحِجُ أَكْثَرُ قَبِيلٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ـ وَرَوى بَعْضُهُمْ: خَيْرٌ مِنَ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ـ وَبَجِيلَةُ خَيْرٌ مِنْ رِعْلٍ وَذَكْوَانَ، وَإِنْ يَهْلِكْ لِحْيَانُ فَلَا أُبَالِي.
ثُمَّ قَالَ: لَعَنَ اللّهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمَداً، وَمَخْوَساً، وَمَشْرَحاً، 4 وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَّرَدَةَ، لَعَنَ اللّهُ الْمُحَلِّلَ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَنْ يُوَالِي غَيْرَ مَوَالِيهِ، وَمَنِ ادَّعى نَسَباً لَا يُعْرَفُ، وَالْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ، وَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً فِي الْاءِسْلَامِ، أَوْ آوى مُحْدِثاً، وَمَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ، وَمَنْ لَعَنَ أَبَوَيْهِ.
فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللّهِ، أَ يُوجَدُ رَجُلٌ يَلْعَنُ أَبَوَيْهِ؟! فَقَالَ: نَعَمْ، يَلْعَنُ آبَاءَ الرِّجَالِ وَأُمَّهَاتِهِمْ،

1.في الحاشية عن بعض النسخ وشرح المازندراني: «يعرض».

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «حصين».

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «يمان».

4.في الطبعة الجديدة ومعظم النسخ التي قوبلت فيها: «ومَسوحاً».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94659
صفحه از 630
پرینت  ارسال به