63
البضاعة المزجاة المجلد الأول

يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ» . 1
وَإِيَّاكُمْ وَمَا نَهَاكُمُ اللّهُ 2 عَنْهُ أَنْ تَرْكَبُوهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ إِلَا فِيمَا يَنْفَعُكُمُ اللّهُ بِهِ مِنْ 3 أَمْرِ آخِرَتِكُمْ، وَيَأْجُرُكُمْ عَلَيْهِ، وَأَكْثِرُوا مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيحِ، وَالثَّنَاءِ عَلَى اللّهِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ، وَالرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ قَدْرَهُ، وَلَا يَبْلُغُ كُنْهَهُ أَحَدٌ، فَاشْغَلُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِذلِكَ عَمَّا نَهَى اللّهُ عَنْهُ مِنْ أَقَاوِيلِ الْبَاطِلِ، الَّتِي تُعْقِبُ أَهْلَهَا خُلُوداً فِي النَّارِ مَنْ مَاتَ عَلَيْهَا وَلَمْ يَتُبْ إِلَى اللّهِ وَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهَا.
وَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ؛ فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُدْرِكُوا نَجَاحَ الْحَوَائِجِ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِأَفْضَلَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللّهِ، 4 وَالْمَسْأَلَةِ لَهُ، فَارْغَبُوا فِيمَا رَغَّبَكُمُ اللّهُ فِيهِ، وَ أَجِيبُوا اللّهَ إِلى مَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ لِتُفْلِحُوا وَتُنْجِحُوا 5 مِنْ عَذَابِ اللّهِ.
وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَشْرَهَ أَنْفُسُكُمْ إِلى شَيْءٍ مِمّا حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْكُمْ؛ فَإِنَّ 6 مَنِ انْتَهَكَ مَا 7 حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ هاهُنَا فِي الدُّنْيَا حَالَ اللّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا وَلَذَّتِهَا وَكَرَامَتِهَا الْقَائِمَةِ الدَّائِمَةِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ أَبَدَ الْابِدِينَ.
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ بِئْسَ الْحَظُّ الْخَطَرُ لِمَنْ خَاطَرَ اللّهَ بِتَرْكِ طَاعَةِ اللّهِ وَرُكُوبِ مَعْصِيَتِهِ، فَاخْتَارَ أَنْ يَنْتَهِكَ مَحَارِمَ اللّهِ فِي لَذَّاتِ دُنْيَا مُنْقَطِعَةٍ زَائِلَةٍ عَنْ أَهْلِهَا عَلى خُلُودِ نَعِيمٍ فِي الْجَنَّةِ وَلَذَّاتِهَا وَكَرَامَةِ أَهْلِهَا، وَيْلٌ لأولئِكَ مَا أَخْيَبَ حَظَّهُمْ، 8 وَأَخْسَرَ كَرَّتَهُمْ، وَأَسْوَأَ حَالَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اسْتَجِيرُوا اللّهَ أَنْ يُجِيرَكُمْ 9 فِي مِثَالِهِمْ أَبَداً، وَأَنْ يَبْتَلِيَكُمْ بِمَا ابْتَلَاهُمُ اللّهُ، 10 وَلَا قُوَّةَ لَنَا وَلَكُمْ إِلَا بِهِ.
فَاتَّقُوا اللّهَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ النَّاجِيَةُ إِنْ أَتَمَّ اللّهُ لَكُمْ مَا أَعْطَاكُمْ بِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَتِمُّ الْأَمْرُ حَتّى يَدْخُلَ عَلَيْكُمْ مِثْلُ الَّذِي دَخَلَ عَلَى الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَحَتّى تُبْتَلَوْا فِي أَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَحَتّى تَسْمَعُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللّهِ أَذًى كَثِيراً، فَتَصْبِرُوا، وَتَعْرُكُوا بِجُنُوبِكُمْ، وَحَتّى يَسْتَذِلُّوكُمْ وَيُبْغِضُوكُمْ، وَحَتّى يُحَمِّلُوا

1.المرسلات(۷۷): ۳۶.

2.في النسخة «اللّه» مرمّز بـ (خ)، ولم يرد في بعض نسخ الكافي.

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «في».

4.في الحاشية عن بعض النسخ: «إليه» بدل «إلى اللّه».

5.في الحاشية عن بعض النسخ وكلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي: «تنجوا».

6.في كلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي: «فإنّه».

7.في الحاشية عن بعض النسخ: «ممّا».

8.في الحاشية عن بعض النسخ: «خطرهم».

9.في الحاشية عن بعض النسخ: «يخزيكم».

10.في الحاشية عن بعض النسخ وكلتا الطبعتين وبعض نسخ الكافي: «به» بدل «اللّه».


البضاعة المزجاة المجلد الأول
62

وَعَلَيْكُمْ بِالْحَيَاءِ وَالتَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ الصَّالِحُونَ مِنْ 1 قَبْلِكُمْ.
وَعَلَيْكُمْ بِمُجَامَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ، تَحَمَّلُوا الضَّيْمَ مِنْهُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَمُمَاظَّتَهُمْ، دِينُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَخَالَطْتُمُوهُمْ وَنَازَعْتُمُوهُمُ الْكَلاَمَ؛ فَإِنَّهُ لَابُدَّ لَكُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَمُخَالَطَتِهِمْ وَمُنَازَعَتِهِمُ الْكَلاَمَ بِالتَّقِيَّةِ الَّتِي أَمَرَكُمُ اللّهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ، فَإِذَا ابْتُلِيتُمْ بِذلِكَ مِنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ سَيُؤْذُونَكُمْ، وَتَعْرِفُونَ فِي وُجُوهِهِمُ الْمُنْكَرَ، وَلَوْ لَا أَنَّ اللّهَ [تَعَالى ]يَدْفَعُهُمْ عَنْكُمْ لَسَطَوْا 2 بِكُمْ، وَمَا فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ أَكْثَرُ مِمَّا يُبْدُونَ لَكُمْ، مَجَالِسُكُمْ وَمَجَالِسُهُمْ وَاحِدَةٌ، وَأَرْوَاحُكُمْ وَأَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لَا تَأْتَلِفُ، لَا تُحِبُّونَهُمْ أَبَداً، وَلَا يُحِبُّونَكُمْ غَيْرَ أَنَّ اللّهَ [تَعَالى ]أَكْرَمَكُمْ بِالْحَقِّ وَبَصَّرَكُمُوهُ، وَلَمْ يَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ، فَتُجَامِلُونَهُمْ، وَتَصْبِرُونَ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ لَا مُجَامَلَةَ لَهُمْ، وَلَا صَبْرَ لَهُمْ عَلى شَيْءٍ، وَحِيَلُهُمْ وَسْوَاسُ 3 بَعْضِهِمْ إِلى بَعْضٍ؛ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوكُمْ عَنِ الْحَقِّ ويَعْصِمُكُمُ 4 اللّهُ مِنْ ذلِكَ، فَاتَّقُوا اللّهَ، وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ إِلَا مِنْ خَيْرٍ.
وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَذْلَقُوا 5 أَلْسِنَتَكُمْ بِقَوْلِ الزُّورِ وَالْبُهْتَانِ وَالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ كَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَكُمْ عَمَّا يَكْرَهُهُ 6 اللّهُ مِمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ كَانَ خَيْراً لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ مِنْ أَنْ تَذْلَقُوا 7 أَلْسِنَتَكُمْ بِهِ؛ فَإِنَّ ذَلَقَ 8 اللِّسَانِ فِيمَا يَكْرَهُ اللّهُ وَمَا نَهى 9 عَنْهُ مَرْدَاةٌ لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللّهِ، وَمَقْتٌ مِنَ اللّهِ، وَصَمَمٌ 10 وَعَمًى وَبَكَمٌ يُورِثُهُ اللّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَصِيرُوا كَمَا قَالَ اللّهُ: «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ»،11 يَعْنِي لَا يَنْطِقُونَ، «وَلا

1.في كلتا الطبعتين للكافي وجميع النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة: «عنه الصالحون» بدل «الصالحون من».

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «لسلّطوا». وفي حاشية اُخرى لها: «لبطشوا».

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «وساوس».

4.في كلتا الطبعتين للكافي وأكثر النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة: «فيعصمكم».

5.في الحاشية عن بعض النسخ وكلتا الطبعتين وجميع النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة: «أن تزلقوا» بالزاي المعجمة.

6.في الحاشية عن بعض النسخ: «يكره».

7.في الحاشية عن بعض النسخ وكلتا الطبعتين وجميع النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة: «أن تُزلقوا» بالزاي المعجمة.

8.في الحاشية عن بعض النسخ وكلتا الطبعتين وجميع النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة: «زلق» بالزاي المعجمة.

9.في الحاشية عن بعض النسخ: «وفيما ينهى». وفي الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: «وما ينهى».

10.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: «وصمّ» بالتضعيف.

11.البقرة(۲): ۱۹.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 109519
صفحه از 630
پرینت  ارسال به