71
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وَ ۱ لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تُظْهِرُوهُمْ ۲ عَلى أُصُولِ دِينِ اللّهِ؛ فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا مِنْكُمْ فِيهِ شَيْئاً عَادَوْكُمْ عَلَيْهِ، وَرَفَعُوهُ عَلَيْكُمْ، وَجَهَدُوا ۳ عَلى هَلَاكِكُمْ، وَاسْتَقْبَلُوكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ، وَلَمْ يَكُنْ لَكُمُ النَّصَفُ ۴ مِنْهُمْ فِي دُوَلِ الْفُجَّارِ، فَاعْرِفُوا مَنْزِلَتَكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الْبَاطِلِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَهْلِ الْحَقِّ أَنْ يُنْزِلُوا أَنْفُسَهُمْ مَنْزِلَةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ؛ لِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَجْعَلْ أَهْلَ الْحَقِّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ؛ أَ لَمْ يَعْرِفُوا وَجْهَ قَوْلِ اللّهِ فِي كِتَابِهِ إِذْ يَقُولُ: «أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ» ؟! ۵ أَكْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ، وَلَا تَجْعَلُوا اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَ «لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى» ، ۶ وَإِمَامَكُمْ وَدِينَكُمُ الَّذِي تَدِينُونَ بِهِ عُرْضَةً لِأَهْلِ الْبَاطِلِ، فَتُغْضِبُوا اللّهَ عَلَيْكُمْ فَتَهْلِكُوا.
فَمَهْلاً مَهْلاً يَا أَهْلَ الصَّلَاحِ، لَا تَتْرُكُوا أَمْرَ اللّهِ وَأَمْرَ مَنْ أَمَرَكُمْ بِطَاعَتِهِ، فَيُغَيِّرَ اللّهُ مَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ، أَحِبُّوا فِي اللّهِ مَنْ وَصَفَ صِفَتَكُمْ، وَأَبْغِضُوا فِي اللّهِ مَنْ خَالَفَكُمْ، وَابْذُلُوا مَوَدَّتَكُمْ وَنَصِيحَتَكُمْ لِمَنْ وَصَفَ صِفَتَكُمْ، وَلَا تَبْذُلُوهَا ۷
لِمَنْ رَغِبَ عَنْ صِفَتِكُمْ وَعَادَاكُمْ عَلَيْهَا، وَبَغَاكُمُ ۸ الْغَوَائِلَ، ۹ هذَا أَدَبُنَا ۱۰ وَ ۱۱ أَدَبُ اللّهِ، فَخُذُوا بِهِ، وَتَفَهَّمُوهُ، وَاعْقِلُوهُ، وَلَا تَنْبِذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ، مَا وَافَقَ هُدَاكُمْ أَخَذْتُمْ بِهِ، وَمَا وَافَقَ هَوَاكُمُ اطَّرَحْتُمُوهُ، ۱۲ وَلَمْ تَأْخُذُوا بِهِ.
وَإِيَّاكُمْ وَالتَّجَبُّرَ عَلَى اللّهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ عَبْداً لَمْ يُبْتَلَ بِالتَّجَبُّرِ عَلَى اللّهِ إِلَا تَجَبَّرَ عَلى دِينِ اللّهِ، فَاسْتَقِيمُوا لِلّهِ، وَلَا تَرْتَدُّوا عَلى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ، أَجَارَنَا اللّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ التَّجَبُّرِ عَلَى اللّهِ، وَلَا قُوَّةَ لَنَا وَ ۱۳ لَكُمْ إِلَا بِاللّهِ».
وَقَالَ عليه السلام : «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ خَلَقَهُ اللّهُ فِي الْأَصْلِ ـ أَصْلِ الْخَلْقِ ـ مُؤْمِناً لَمْ يَمُتْ حَتّى يُكَرِّهَ اللّهُ

1.في الحاشية عن بعض النسخ: + «لا».

2.الواو في النسخة مرمّز ب (خ)، ولم يرد في كلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي.

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «أن تطلعوهم».

4.في الحاشية عن بعض النسخ: «وجاهدوا».

5.في الحاشية عن بعض النسخ والطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: «النصفة».

6.ص(۳۸): ۲۸.

7.الروم(۳۰): ۲۷.

8.في الطبعة القديمة للكافي: «ولا تبتذلوها».

9.في الحاشية عن بعض النسخ وكلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي: «وبغى لكم».

10.في الحاشية: «الغائلة: بدى. دستور [اللغة]».

11.في الحاشية: «الأدب: كار پسنديده. كنز [اللغة]».

12.الواو في النسخة مرمّز بـ (خ)، ولم يرد في كلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي.

13.في الحاشية عن بعض النسخ والطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: «طرحتموه».


البضاعة المزجاة المجلد الأول
70

نَفْسِهِ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْاءِحْسَانِ وَالْاءِسَاءَةِ مَنْزِلَةٌ، فَلِأَهْلِ الْاءِحْسَانِ عِنْدَ رَبِّهِمُ الْجَنَّةُ، وَلِأَهْلِ الْاءِسَاءَةِ عِنْدَ رَبِّهِمُ النَّارُ، فَاعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللّهِ، وَاجْتَنِبُوا مَعَاصِيَهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ يُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللّهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً، لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلَا مَنْ دُونَ ذلِكَ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ عِنْدَ اللّهِ، فَلْيَطْلُبْ إِلَى اللّهِ أَنْ يَرْضى عَنْهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللّهِ لَمْ يُصِبْ رِضَا اللّهِ إِلَا بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ وَطَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ ـ وَمَعْصِيَتُهُمْ مِنْ مَعْصِيَةِ اللّهِ، وَلَمْ يُنْكِرْ ۱ لَهُمْ فَضْلاً عَظُمَ وَلَا صَغُرَ. ۲
وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْكِرِينَ هُمُ الْمُكَذِّبُونَ، وَأَنَّ الْمُكَذِّبِينَ هُمُ الْمُنَافِقُونَ، وَأَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَالَ لِلْمُنَافِقِينَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: «إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً» ، ۳ وَلَا يَعْرِفَنَّ ۴ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَلْزَمَ اللّهُ قَلْبَهُ طَاعَتَهُ وَخَشْيَتَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ۵ أَخْرَجَهُ اللّهُ مِنْ صِفَةِ الْحَقِّ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِهَا؛ فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ ۶ اللّهُ مِنْ أَهْلِ صِفَةِ الْحَقِّ، فَأُولئِكَ هُمْ شَيَاطِينُ الْاءِنْسِ وَالْجِنِّ، وَإِنَّ لِشَيَاطِينِ الْاءِنْسِ حِيلَةً وَمَكْراً وَخَدَائِعَ وَوَسْوَسَةَ بَعْضِهِمْ إِلى بَعْضٍ يُرِيدُونَ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَنْ يَرُدُّوا أَهْلَ الْحَقِّ عَمَّا أَكْرَمَهُمُ اللّهُ بِهِ مِنَ النَّظَرِ فِي دِينِ اللّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ شَيَاطِينَ الْاءِنْسِ مِنْ أَهْلِهِ إِرَادَةَ أَنْ يَسْتَوِيَ أَعْدَاءُ اللّهِ وَأَهْلُ الْحَقِّ فِي الشَّكِّ وَالْاءِنْكَارِ وَالتَّكْذِيبِ، فَيَكُونُونَ سَوَاءً، كَمَا وَصَفَ اللّهُ تَعَالى فِي كِتَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ: «وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً» ، ۷ ثُمَّ نَهَى اللّهُ أَهْلَ النَّصْرِ بِالْحَقِّ أَنْ يَتَّخِذُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً، فَلَا يُهَوِّلَنَّكُمْ، وَلَا يَرُدَّنَّكُمْ عَنِ النَّصْرِ بِالْحَقِّ الَّذِي خَصَّكُمُ اللّهُ بِهِ ۸ مِنْ حِيلَةِ شَيَاطِينِ الْاءِنْسِ وَمَكْرِهِمْ مِنْ أُمُورِكُمْ، تَدْفَعُونَ أَنْتُمُ السَّيِّئَةَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ، تَلْتَمِسُونَ بِذلِكَ وَجْهَ رَبِّكُمْ بِطَاعَتِهِ، وَهُمْ لَا خَيْرَ عِنْدَهُمْ،

1.في الحاشية: «الظاهر أنّ قوله: ومعصيتهم إلخ، جملة معترضة، ولم ينكر إلخ، جملة حاليّة. والظاهر أنّ في عبارة الحديث زيد «من» من الرواة أو النسّاخ، وأنّه: ومن معصيتهم معصية اللّه، فيكون قوله عليه السلام عطفاً على آل محمّد، ويكون قوله عليه السلام : ولم ينكر، جملة حاليّة، واللّه يعلم، والعالم أنّه تعالى».

2.في كلتا الطبعتين: «أو صغر». وفي بعض نسخ الكافي: «ولا أصغر».

3.النساء(۴): ۱۴۵.

4.في الحاشية عن بعض النسخ وفي كلتا الطبعتين: «ولا يفرقنّ». وفي حاشية اُخرى: «ولا يقرفنّ».

5.في الحاشية عن بعض النسخ والطبعة القديمة للكافي: + «ممّن».

6.في الطبعة الجديدة للكافي وجميع النسخ التي قوبلت فيها: «يجعله».

7.النساء(۴): ۸۹.

8.«به» في النسخة مرمّز بـ (خ)، ولم يرد في بعض نسخ الكافي.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 109242
صفحه از 630
پرینت  ارسال به