بِمَعْصِيَةِ اللّهِ وَمَعْصِيَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه و آله ، لِيَحِقَّ اللّهُ ۱ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ، وَلِيَتِمَّ أَنْ تَكُونُوا مَعَ نَبِيِّ اللّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وَالرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ، فَتَدَبَّرُوا مَا قَصَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِهِ مِمَّا ابْتَلى بِهِ أَنْبِيَاءَهُ وَأَتْبَاعَهُمُ الْمُؤْمِنِينَ، ۲ ثُمَّ سَلُوا اللّهَ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الصَّبْرَ عَلَى الْبَلَاءِ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، ۳ وَالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ مِثْلَ الَّذِي أَعْطَاهُمْ.
وَإِيَّاكُمْ وَمُمَاظَّةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ، وَعَلَيْكُمْ بِهُدَى الصَّالِحِينَ، ۴ وَوَقَارِهِمْ وَسَكِينَتِهِمْ وَحِلْمِهِمْ ۵ وَتَخَشُّعِهِمْ، وَوَرَعِهِمْ عَنْ مَحَارِمِ اللّهِ، وَصِدْقِهِمْ وَوَفَائِهِمْ، وَاجْتِهَادِهِمْ لِلّهِ فِي الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ذلِكَ ۶ لَمْ تُنْزَلُوا عِنْدَ رَبِّكُمْ مَنْزِلَةَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْاءِسْلَامِ، فَإِذَا أَعْطَاهُ ذلِكَ نَطَقَ ۷ لِسَانُهُ بِالْحَقِّ، وَعَقَدَ قَلْبَهُ عَلَيْهِ، فَعَمِلَ بِهِ، فَإِذَا جَمَعَ اللّهُ لَهُ ذلِكَ تَمَّ لَهُ إِسْلَا مُهُ، وَكَانَ عِنْدَ اللّهِ إِنْ مَاتَ عَلى ذلِكَ الْحَالِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَقّاً، وَإِذَا لَمْ يُرِدِ اللّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً وَكَلَهُ إِلى نَفْسِهِ، وَكَانَ صَدْرُهُ ضَيِّقاً حَرَجاً، فَإِنْ ۸ جَرى عَلى لِسَانِهِ حَقٌّ لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَيْهِ، وَإِذَا لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَيْهِ لَمْ يُعْطِهِ اللّهُ الْعَمَلَ بِهِ، فَإِذَا اجْتَمَعَ ذلِكَ عَلَيْهِ حَتّى يَمُوتَ ـ وَهُوَ عَلى تِلْكَ الْحَالِ ـ كَانَ عِنْدَ اللّهِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، وَصَارَ مَا جَرى عَلى لِسَانِهِ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي لَمْ يُعْطِهِ اللّهُ أَنْ يُعْقَدَ قَلْبُهُ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُعْطِهِ الْعَمَلَ بِهِ حُجَّةً عَلَيْهِ ۹ ، فَاتَّقُوا اللّهَ، وَسَلُوهُ أَنْ يَشْرَحَ صُدُورَكُمْ لِلْاءِسْلَامِ، وَأَنْ يَجْعَلَ أَلْسِنَتَكُمْ تَنْطِقُ بِالْحَقِّ، حَتّى يَتَوَفَّاكُمْ وَأَنْتُمْ عَلى ذلِكَ، وَأَنْ يَجْعَلَ مُنْقَلَبَكُمْ مُنْقَلَبَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِاللّهِ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
1.في كلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي: ـ «اللّه».
2.في الحاشية: «يظهر ذلك بالتأمّل في أحوال الماضين من المؤمنين كيف كانوا في حال التمحيص والبلاء؛ كانوا أثقل الخلائق عناء، وأجهدهم بلاء، وأضيقهم حالاً، وأقلّهم مالاً، اتّخذهم الفراعنة عبيداً، وآذوهم شديداً، وساموهم سوء العذاب، وراموهم إلى أشدّ العقاب، فلم تبرح الحال بهم في الهلكة وقهر الغلبة، لا يجدون حيلة في امتناع، ولا وسيلة إلى دفاع، وقد جرت سنّة اللّه في عباده الصالحين بالاختبار والامتحان والتمحيص، وما يلقّاها إلّا الصابرون الفائزون، وهم خير عاقبة عند اللّه تعالى في الدنيا والآخرة، وهم المؤمنون المفلحون، فتأسّ بهم عند نزول البلاء، وقُل: مَرحباً بشعار الصالحين. صالح». شرح المازندراني، ج۱۱، ص۲۱۰.
3.في الحاشية: «والضرّاء: الحالة التي تضرّ، وهي نقيض السرّاء. صالح». شرح المازندراني، ج۱۱، ص۲۱۰.
4.في الحاشية: «أي بسيرتهم».
5.في الحاشية عن بعض النسخ: «و حملهم».
6.في الحاشية: «أي المذكور من الصبر وبعده».
7.في الطبعة القديمة للكافي: «أنطق».
8.في الحاشية عن بعض النسخ: «وإن».
9.في الطبعة القديمة للكافي: + «يوم القيامة».