75
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وقيل: يحتمل كونه كلام المصنّف بلسانهم، وإخبار عن نفسه بطريق الغيبة. ۱
قال الفيروزآبادي: «كَلين، كأمير: قرية بالريّ، منها محمّد بن يعقوب الكليني من فقهاء الشيعة». ۲
وقال السمعاني في كتاب الأنساب:
الكُليني ـ بضمّ الكاف، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون ـ هذه النسبة إلى كلين، وهي قرية [بالرَّيّ]. انتهى. ۳
وأقول: سمعت ممّن يوثق به أنّ بالريّ قريتان: إحداهما تسمّى كَلين كأمير، والاُخرى كُلَين، بضمّ الكاف وفتح اللام وسكون الياء؛ واللّه أعلم.
وقوله: (وعن محمّد بن إسماعيل بن بزيع) عطف على قوله «ابن فضّال»؛ لكونهما في مرتبة واحدة، ولرواية إبراهيم بن هاشم عنهما جميعاً.
وقوله: (الرسالة) هي بالفتح والكسر، اسم من الإرسال، وهو الإطلاق والتوجيه، ثمّ استعملت في العرف بمعنى الكتاب والمكتوب الذي يُرسل إلى الغير.
وقوله: (بمدارستها) أي بقراءتها وتعلّمها وتعليمها، من قولهم: درست الكتاب ـ للفهم أو للحفظ ـ دَرساً بالفتح، ودِراسة بالكسر، من باب نصر وضرب، إذا قرأته وكرّرت قراءته.
(والنظر فيها) أي بالتفكّر والتدبّر، أو بالبصر، أو بهما.
وقوله: (وتعاهدها) أي تحفّظها وتفقّدها وإتيانها مرّة بعد اُخرى، وتجديد العهد بها، والاعتقاد بمضامينها، والعمل بما يتعلّق بالعمل فيها.
قال الجوهري:
التعهّد: التحفّظ بالشيء، وتجديد العهد به، وتعهّدت فلاناً، وتعهّدت ضَيعتي، وهو أفصح من قولك: تعاهدته؛ لأنّ التعاهد إنّما يكون بين اثنين. ۴
هذا كلامه، فتأمّل.
وقوله: (قال: وحدّثني الحسن بن محمّد) .
القائل هو الكليني، ۵
والواو للعطف على قوله: «حدّثني»، وكانت تلك الواو في المنقول،

1.القائل هو المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج۱۱، ص۱۷۵.

2.القاموس المحيط، ج۴، ص۲۶۳ (كلن).

3.الأنساب، ج۵، ص۹۱.

4.الصحاح، ج۲، ص۵۱۶ (عهد).

5.هذا، وأمّا عند العلّامة المجلسي رحمه الله القائل هو إبراهيم بن هاشم. راجع: مرآة العقول، ج۲۵، ص۶.


البضاعة المزجاة المجلد الأول
74

وَمَنْ سَرَّهُ ۱ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللّهَ يُحِبُّهُ، فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللّهِ، وَلْيَتَّبِعْنَا؛ أَ لَمْ تَسْمَعْ ۲ قَوْلَ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ» ، ۳ وَاللّهِ لَا يُطِيعُ اللّهَ عَبْدٌ أَبَداً إِلَا أَدْخَلَ اللّهُ عَلَيْهِ فِي طَاعَتِهِ اتِّبَاعَنَا، وَلَا وَاللّهِ لَا يَتَّبِعُنَا عَبْدٌ أَبَداً إِلَا أَحَبَّهُ اللّهُ، وَلَا وَاللّهِ لَا يَدَعُ أَحَدٌ اتِّبَاعَنَا أَبَداً إِلَا أَبْغَضَنَا، وَلَا وَاللّهِ لَا يُبْغِضُنَا أَحَدٌ أَبَداً إِلَا عَصَى اللّهَ، وَمَنْ مَاتَ عَاصِياً لِلّهِ أَخْزَاهُ اللّهُ، وَأَكَبَّهُ عَلى وَجْهِهِ فِي النَّارِ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ».

شرح

«الروضة» في اللغة: البستان، ومستنقع الماء من العُشب والكلأ ۴ أيضاً، استُعيرت لهذا الكتاب بتشبيه ما فيه من المسائل الشريفة والمباحث اللطيفة والثمار العجيبة بالروضة في البهجة والصفاء والنضارة والبهاء، أو في كونه محتوياً لما هو سبب لحياة الأرواح، كما أنّ الروضة محتوية لما هو سبب لحياة الأشباح من الماء والكلأ وغيرهما، فصار الكتاب وأهله مصداقاً لقوله عزّ وجلّ: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ» . ۵
ثمّ اعلم أنّ المصنّف ـ قدّس سرّه ـ روى هذه الرسالة بثلاثة أسانيد:
الأوّل منها: مجهول.
والثاني: ضعيف على المشهور، ومعتبر عند البعض. ۶
والثالث: ضعيف، لكن آثار الصحّة لائحة من سياقها مع تأيّد مضامينها والحِكم المودعة فيها بالعقل والنقل.
قوله: (محمّد بن يعقوب الكليني).
الظاهر أنّه كلام أحد من رواة الكليني: النعماني، أو الصفواني، أو غيرهما.

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «يسرّه».

2.هكذا في النسخة. وفي كلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي: «يسمع». وفي بعضها: «يستمع».

3.آل عمران(۳): ۳۱.

4.«الكلأ»: ما يُرعى من البقل والشجر وما أشبههما، أو العُشب رطبه ويابسه، ولا واحد له. راجع: كتاب العين، ج۵، ص۴۰۸؛ لسان العرب، ج۱، ص۱۴۸ (كلأ).

5.الشورى(۴۲): ۲۲.

6.كالعلّامة المجلسي رحمه الله حيث ضعّفها في مرآة العقول، ج۲۵، ص۵ بدليل وجود «ابن سنان»، ثمّ قال: «عندي معتبر».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 108954
صفحه از 630
پرینت  ارسال به