وَمَنْ سَرَّهُ ۱ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللّهَ يُحِبُّهُ، فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللّهِ، وَلْيَتَّبِعْنَا؛ أَ لَمْ تَسْمَعْ ۲ قَوْلَ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ» ، ۳ وَاللّهِ لَا يُطِيعُ اللّهَ عَبْدٌ أَبَداً إِلَا أَدْخَلَ اللّهُ عَلَيْهِ فِي طَاعَتِهِ اتِّبَاعَنَا، وَلَا وَاللّهِ لَا يَتَّبِعُنَا عَبْدٌ أَبَداً إِلَا أَحَبَّهُ اللّهُ، وَلَا وَاللّهِ لَا يَدَعُ أَحَدٌ اتِّبَاعَنَا أَبَداً إِلَا أَبْغَضَنَا، وَلَا وَاللّهِ لَا يُبْغِضُنَا أَحَدٌ أَبَداً إِلَا عَصَى اللّهَ، وَمَنْ مَاتَ عَاصِياً لِلّهِ أَخْزَاهُ اللّهُ، وَأَكَبَّهُ عَلى وَجْهِهِ فِي النَّارِ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ».
شرح
«الروضة» في اللغة: البستان، ومستنقع الماء من العُشب والكلأ ۴ أيضاً، استُعيرت لهذا الكتاب بتشبيه ما فيه من المسائل الشريفة والمباحث اللطيفة والثمار العجيبة بالروضة في البهجة والصفاء والنضارة والبهاء، أو في كونه محتوياً لما هو سبب لحياة الأرواح، كما أنّ الروضة محتوية لما هو سبب لحياة الأشباح من الماء والكلأ وغيرهما، فصار الكتاب وأهله مصداقاً لقوله عزّ وجلّ: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ» . ۵
ثمّ اعلم أنّ المصنّف ـ قدّس سرّه ـ روى هذه الرسالة بثلاثة أسانيد:
الأوّل منها: مجهول.
والثاني: ضعيف على المشهور، ومعتبر عند البعض. ۶
والثالث: ضعيف، لكن آثار الصحّة لائحة من سياقها مع تأيّد مضامينها والحِكم المودعة فيها بالعقل والنقل.
قوله: (محمّد بن يعقوب الكليني).
الظاهر أنّه كلام أحد من رواة الكليني: النعماني، أو الصفواني، أو غيرهما.
1.في الحاشية عن بعض النسخ: «يسرّه».
2.هكذا في النسخة. وفي كلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي: «يسمع». وفي بعضها: «يستمع».
3.آل عمران(۳): ۳۱.
4.«الكلأ»: ما يُرعى من البقل والشجر وما أشبههما، أو العُشب رطبه ويابسه، ولا واحد له. راجع: كتاب العين، ج۵، ص۴۰۸؛ لسان العرب، ج۱، ص۱۴۸ (كلأ).
5.الشورى(۴۲): ۲۲.
6.كالعلّامة المجلسي رحمه الله حيث ضعّفها في مرآة العقول، ج۲۵، ص۵ بدليل وجود «ابن سنان»، ثمّ قال: «عندي معتبر».