83
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(فيما يكره اللّه) .
أي المنهيّ ۱ من اللّه ـ حراماً كان، أو مكروهاً ـ ومنه إكثار المباح.
(وفيما ينهى عنه) .
في كثير من النسخ: «وما نهى عنه».
والعطف للتفسير، أو اُريد بالثاني المحرّم كالشتم، وبالأوّل سائر المكروهات.
(مرداة للعبد عند اللّه) بكسر الميم أو فتحها، بغير همزة، اسم آلة، أو مكان، من رَدِيَ ـ كرضي ـ ردًى، إذا هلك، وأصله مِردية.
ويحتمل أن يقرأ مُرْدَأَة بالضمّ.
قال الجوهري: «رَدُءَ الشيءُ رَداءَة، فهو رَدِئٌ، أي فاسد، وأردأتُه: أفسدتُه». ۲
(ومَقْتٌ من اللّه) .
قال الجوهري: «مَقَتَه مَقْتاً: أبغضه». ۳
وقيل: مَقْتُهُ تعالى لعبده عبارة عن سلب الإحسان والإفضال والتوفيق إلى الخيرات، ووكوله إلى نفسه المشتاقة إلى الطغيان والعصيان، وترك القربات حتّى يؤدّيه إلى الجهالة والبطالة والخسارة والعقوبات. ۴
(وصَمَم) .
في بعض النسخ: «وصمّ» بالتشديد.
قال الفيروزآبادي: «الصَمَم محرّكة: انسداد الاُذن وثِقل السمع، صَمّ يَصَمُّ ـ بفتحهما ـ وصَمِمَ، بالكسر نادر ـ صَمّاً وصَمَماً». ۵
(وعمًى) هو عدم البصر عمّا من شأنه أن يبصر، وقد يقال لعدم البصيرة؛ في القاموس: «عَمِيَ ـ كرضيـ عَمًى: ذهب بصره كلّه». ۶
(وبَكَم) .
في القاموس:
البَكَم محرّكة: الخَرَس، أو مع عَيّ وبَلَه، أو أن يولد لا ينطق ولا يسمع ولا يبصر، بَكِمَ

1.كذا قرأناه.

2.الصحاح، ج۱، ص۵۲ (ردأ).

3.الصحاح، ج۱، ص۲۶۶ (مقت).

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج۱۱، ص۱۷۹.

5.القاموس المحيط، ج۴، ص۱۴۰ (صمم).

6.القاموس المحيط، ج۴، ص۳۶۶ (عمي).


البضاعة المزجاة المجلد الأول
82

(بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان) .
الجارّ متعلّق بقوله: «تذلقوا».
والزور: الكذب والباطل والتهمة، شهادة كان أو غيرها.
وفي القاموس:
الزور بالضمّ: الكذب، والشرك باللّه تعالى، ومجلس الغناء، وما يعبد من دون اللّه، وهذه وفاق بين لغة العرب والفرس، والباطل.انتهى. ۱
والبُهتان ـ بالضمّ ـ مصدر قولهم: بَهَتَه ـ كمنعه ـ بَهْتاً وبَهَتاً وبُهتاناً، إذا قال عليه ما لم يفعل، فهو أخصّ من الزور.
والإثم: الذنب، والمراد هنا القول المُفضي إليه كالغيبة والفاحشة من الأقوال.
والعدوان بالضمّ: الظلم والتعدّي، ولعلّ المراد هنا الأمر بالظلم كالقتل والضرب مثلاً.
والحاصل أنّه عليه السلام حذّر عن مَذالق اللسان، واكتفى بها على اُصولها الأربعة؛ لأنّ ما سواها مندرجة ۲ تحتها.
(فإنّكم إن كففتم ألسنتكم عمّا يكره ۳ اللّه) .
تعليل للتحذير، وإشارة إلى منافع اللسان ومفاسده.
وقوله: (ممّا نهاكم عنه) بيان للموصول.
والمراد بالنهي ما يعمّ التنزيه والتحريم.
(كان خيراً لكم عند ربّكم) .
إن اُريد بالخير مخفّف «خيّر» ـ بالتشديد ـ فظاهر، وإن اُريد به التفضيل فباعتبار فرض الخير، وتقديره في المفضّل عليه.
ويؤيّد الثاني قوله: «من أن تذلقوا ألسنتكم به» كما لا يخفى.
(فإنّ ذَلقَ اللسان) بالذال المعجمة ككَتِف، أو محرّكة، أي حديد اللسان أو حدّته، والأخير أنسب لما بعده. وفي بعض النسخ: «زَلَق» بالزاي.

1.كذا قرأناه.

2.القاموس المحيط، ج۲، ص۴۲ (زور) مع التلخيص.

3.كذا، وفي المتن الذي نقله الشارح سابقاً: «يكرهه».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 108888
صفحه از 630
پرینت  ارسال به