فقلت : فكيف تخرج؟
فقال : «أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوؤها وشعاعها في الأرض ، فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة» . ۱
وروى أيضا عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه ، عن يعقوب بن زيد، عن بعض أصحابه، عن زكريّا بن يحيى، عن معاوية بن عمّار، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «إنّ العباد إذا ناموا، خرجت أرواحهم إلى السماء، فما رأت الروح في السماء فهو الحقّ، وما رأت في الهواء فهو الأضغاث الأحلام؛ [ألا] وإنّ الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف . فإذا كانت الروح في السماء تعارفت وتباغضت ، فإذا تعارفت في السماء تعارفت في الأرض ، وإذا تباغضت في السماء تباغضت في الأرض» . ۲
وروى أيضا عن أبيه ، عن سعد ، عن محمّد بن الحسين، عن عيسى بن عبداللّه ، عن أبيه عبداللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليه السلام ، قال : «سألت رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن الرجل ينام فيرى الرؤيا، فربّما كانت حقّا، وربّما كانت باطلاً؟
فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا عليّ، ما من عبدٍ ينام إلّا عُرج بروحه إلى ربّ العالمين، فما رأى عند ربّ العالمين فهو حقّ ، ثمّ إذا أمر اللّه العزيز الجبّار بردّ روحه إلى جسده، فصارت الروح بين السماء والأرض، فما رأته فهو أضغاث أحلام» . ۳
ومنها ما هو بسبب إفاضة اللّه تعالى عليه في منامه؛ إمّا بتوسّط الملائكة، أو بدونه، كما يؤمي إليه خبر أبي بصير، وخبر سعد بن أبي خلف .
ومنها ما هو بسبب وساوس الشياطين واستيلائهم عليه بسبب المعاصي التي عملها في اليقظة، أو الطاعات التي تركها، أو الكثافات والنجاسات الظاهريّة والباطنيّة التي لوّث نفسه بها، كما رواه الصدوق في أماليه عن أبيه، بإسناده عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن
1.الأمالي للصدوق ، ص ۲۰۹ ، ح ۲۳۱. وعنه في بحار الأنوار، ج ۵۸ ، ص ۳۲، ح ۶ .
2.الأمالي للصدوق ، ص ۲۰۹ ، ح ۲۳۲ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۹۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۳۱ ، ح ۴ (وفيه عن الأمالي).
3.الأمالي للصدوق ، ص ۲۰۹ ، ح ۲۳۳ .