وقد اُبرِمَ إبراما» . ۱
وفي الصحيح عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، قال : «عليكم بالدُّعاء؛ فإنّ الدُّعاء للّه ، والطلب إلى اللّه يَرُدُّ البلاء، و[قد] قُدّر، وقُضي، ولم يَبق إلّا إمضاؤه» الحديث . ۲
وقوله : (وغَشيهم) أي أتاهم العذاب، أو أحاط بهم .
(وذلك) التدارك (لمّا آمنوا به، وتضرّعوا إليه) .
روى عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل، قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : «ما ردّ اللّه العذاب إلّا عن قوم يونس، وكان يونس يدعوهم إلى الإسلام، فأبوا ذلك، فهمَّ أن يدعو عليهم، وكان فيهم رجلان: عابِدٌ، وعالِمٌ. وكان اسم أحدهما «مليخا»، والآخر اسمه «روبيل» ، فكان العابد يشير على يونس بالدّعاء عليهم، وكان العالم ينهاه ويقول : لا تَدْعُ عليهم؛ فإنّ اللّه يستجيب لك، ولا يجب هلاك عباده، فقبل قول العابد، ولم يقبل من العالم، فدعا عليهم، فأوحى اللّه إليه يأتيهم العذاب في سنة كذا وكذا في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا ، فلمّا قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد، وبقي العالم فيها ، فلمّا كان في ذلك اليوم نزل العذاب، فقال العالم لهم : يا قوم، افزعوا إلى اللّه ، فلعلّه يرحمكم، فيردّ العذاب عنكم ، فقالوا : كيف نصنع؟
قال : اُخرجوا إلى المفازة، وفرّقوا بين النساء والأولاد، وبين الإبل وأولادها، وبين البقر وأولادها، وبين الغنم وأولادها، ثمّ ابكوا ، وادعوا ، فذهبوا ، وفعلوا ذلك، وضجّوا ، وبكوا، فرحمهم اللّه ، وصرف عنهم العذاب، وفرّق العذاب على الجبال ، وقد كان نزل وقرب منهم، فأقبل يونس لينظر كيف أهلكهم اللّه ، فرأى الزارعين يزرعون في أرضهم ، قال لهم : ما فعل قوم يونس؟
فقالوا له ولم يعرفوه : إنّ يونس دعا عليهم، فاستجاب اللّه له، ونزل العذاب عليهم، فاجتمعوا ، وبكوا، ودعوا ، فرحمهم اللّه ، وصرف ذلك عنهم، وفرّق العذاب على الجبال، فهم إذا يطلبون يونس ليؤمنوا به ، فغضب يونس، ومرّ على وجهه مغاضبا للّه ـ كما حكى اللّه