15
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

ليترتّب عليه الثواب أو العقاب ، وقد جرى قضاء اللّه تعالى وحكمته على اختبار الخلائق في بَدوِ التكليف إلى أن يستقرّوا في دار القرار أو البوار . ۱
وقوله : (لقّاك اللّه حجّتك) أي استقبل بها إليك، ولقّنها، وأفاضها عليك، وألهمكَ إيّاها .
وفي القاموس : «لقّاه الشيء: ألقاه إليه. «وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ»۲ : يُلقى إليك وحيا من اللّه » . ۳
والحجّة: البرهان . والمراد هنا العقائد الحقّة، والأعمال الصالحة .
وقوله : (وأحسنتَ الجواب) .
قال الجوهري : «هو يُحسِنُ الشيء؛ أي يَعْلَمُهُ» . ۴
(وبُشّرت بالرضوان) .
البشارة والبُشرى: الخبر السارّ . والمراد بالرضوان رضاء اللّه وجنّته . قال الجوهري : «بشّرني بوجهٍ حَسَنٍ؛ أي لقيني. [هو] حَسَنُ البِشر : طَلِقُ الوجه» ۵ . وقال : «الرِضوان: الرضا، وكذلك الرُّضْوان بالضمّ . ورضيت عنه رضى ـ مقصورٌ ـ مصدر محض . والاسم: الرضاء، ممدود» ۶ انتهى .
وقيل : الرضا والرضوان ـ بالكسر والضمّ ـ ضدّ السخط ، إلّا أنّ الرضا لغة أهل الحجاز، والرضوان لغة قيس وتميم . ۷
وقوله : (بالرَّوح والريحان) .
في القاموس: «الروح، بالضمّ: ما به حياة الأنفس، والوحي، وحكم اللّه وأمره . وبالفتح: الراحة، والرحمة، ونسيم الرِّيح . وبالتحريك: السعة . والريحان: نبت طيّب الرائحة والرزق» . ۸
وقال الجوهري : «رَوحٌ وريحان؛ أي رحمةٌ ورزق» . ۹

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۷ .

2.النمل (۲۷) : ۶ .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۸۶ (لقي) .

4.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۹۹ (حسن) .

5.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۹۰ (بشر) .

6.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۵۷ (رضا) مع تلخيص .

7.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۷ و ۴۰۸ .

8.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ (روح) مع التلخيص .

9.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۶۸ (روح) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
14

وأحَدٌ ـ محرّكتين ـ ووحيدٌ ومتوحّد؛ أي متفرّد .
(فردّ إليك فيه) أي في القبر (روحك).
(واقتحم) أي دخل فجأةً، أو عُنقا . يُقال : اقتحم النهر ؛ أي دخله . واقتحم المنزل، إذا هجمه .
(عليك ۱ مَلكان: ناكرٌ ونكير) عطف بيان، أو بدل من ملكين .
والمشهور فيهما: مُنكرٌ ونكير . قال في القاموس: «مُنكر ونكير: فتّانا القبور». ۲ وقال : «فَتَنه يَفْتِنُهُ: أوقعه في الفتنة . والفتّان: اللصّ ، ومنكر ونكير» . ۳
وقوله : (امتحانك) أي اختبارك في العقائد والأعمال .
وقوله : (ثمّ عن عُمُرك فيما أفنيته) إلى آخره .
في بعض النسخ: «فيما كنت أفنيته» . وفيه دلالة على أنّه يسأل في القبر عن الأعمال أيضا .
(فخُذ حِذْرك) .
في القاموس: «الحِذر، بالكسر، ويُحرّك: الاحتراز» ۴ . وقال الزمخشري في قوله تعالى : «خُذُوا حِذْرَكُم» : ۵
الحِذر والحَذَر بمعنى، كالإثر والأثَر . يُقال : أخذ حذره، إذا تيقّظ واحترز من المخوف، كأنّه جعل الحذر آلتَهُ التي يقي بها نفسه، ويعصم بها رُوحَه . انتهى . ۶
وظاهر أنّه لا يحصل ذلك إلّا بمحاسبة النفس قبل الموت، وحملها على فعل ما ينبغي، وترك ما لا ينبغي ، كما أشار إليه بقوله : (وانظر لنفسك) إلى آخره .
النظر، محرّكة: الفكر في الشيء يقدّره ويقيسه، والفعل منه كنصر.
وكان ذكر الاختبار بعد الامتحان للمبالغة والتأكيد .
وقيل : فيه إشعار بأنّ سؤالهما إنّما هو للاختبار والامتحان، والتنبيه على الخطأ والصواب؛

1.في الطبعتين للكافي : + «فيه» .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۸ (فتن) .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۵۵ (فتن) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۶ (حذر) .

5.النساء (۴) : ۷۱ و۱۰۲ .

6.تفسيرالبيضاوي ، ج ۳ ، ص ۳۰۲ (مع اختلاف يسير) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181517
صفحه از 624
پرینت  ارسال به