145
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قوله تعالى : «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ» أي نجمعهم، أو نبعثهم .
وقيل : المراد بهم الذين حبسوا أنفسهم على الحقّ، ورفضوا الميل إلى الباطل، وطهّروا ظاهرهم وباطنهم عن الرذائل . ۱«إِلَى الرَّحْمنِ» .
قال البيضاوي : «أي إلى ربّهم الذي غمرهم برحمته، ولاختيار هذا الاسم في هذه السورة شأن، ولعلّه لأنّ مساق الكلام فيها لتعداد نِعمهِ الجسام، وشرح حال الشاكرين لها والكافرين بها» . ۲«وَفْدا»۳ : وافدين عليه، كما يفد الوفّاد على الملوك منتظرين لكرامتهم وإنعامهم .
وقال الفيروزآبادي : «وفد إليه وعليه، يَفِدُ وَفْدا ووُفودا ووِفادا ووِفادَةً: قدم ، وورد، وهم وفُود، وَوِفْدٌ ، وأوفادٌ ، ووُفَّد» . ۴
(فقال : يا عليّ)؛ كأنّ السائل هو عليه السلام .
(إنّ الوَفد لا يكونون إلّا رُكبانا) ؛ يعني عرفا .
وفي القاموس : «الراكب : للبعير خاصّةً. الجمع: رُكّاب ، ورُكبان ، ورُكوب بضمّهنّ» . ۵
وقوله : (و اختصّهم) أي جعلهم من خواصّه . يُقال : اختصّه بالشيء، أي خصّه به، فاختصّ، لازم متعدٍّ .
وقوله : (نُوق العزّ) بالضمّ: جمع الناقة، والإضافة لاميّة ؛ أي النوق التي يعزّ من يركب عليها، أو أُعدّت لركوب من اُريد عزّته .
وقيل : نسب إلى عزّه تعالى؛ لرفعتها، وظهور قدرة اللّه فيها ، أو هي عزيزة في نفسها . ۶
وقوله : (رَحائل ۷ الذهب) ؛ كأنّه جمع رِحالة بالكسر، كرسائل جمع رسالة، وهي للبعير بمنزلة السرج للفرس .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶ .

2.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۳۴ .

3.مريم (۱۹) : ۸۵ .

4.القاموس المحيط ، ، ج ۱ ، ص ۳۴۶ (وفد) .

5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۵ (ركب) .

6.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۳۳ .

7.في الحاشية: «والرحالة، ككتابة: السرج، أو من جلود لا خشب فيه، يتّخذ للركض الشديد ». القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۸۳ (رحل) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
144

الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فِيهَا الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ وَالزَّبَرْجَدُ، فَيَنْثُرُونَهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ يُعَانِقُهَا وَتُعَانِقُهُ، فَلَا يَمَلُّ وَلَا تَمَلُّ».
قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «أَمَّا الْجِنَانُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْكِتَابِ، فَإِنَّهُنَّ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَجَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ، وَجَنَّةُ نَعِيمٍ، وَجَنَّةُ الْمَأْوى».
قَالَ: «وَإِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جِنَانا مَحْفُوفَةً بِهذِهِ الْجِنَانِ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَكُونُ لَهُ مِنَ الْجِنَانِ مَا أَحَبَّ وَاشْتَهى، يَتَنَعَّمُ فِيهِنَّ كَيْفَ يَشَاءُ، وَإِذَا أَرَادَ الْمُؤْمِنُ شَيْئا ۱ إِنَّمَا دَعْوَاهُ ۲ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: «سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ» . فَإِذَا قَالَهَا، تَبَادَرَتْ إِلَيْهِ الْخَدَمُ بِمَا اشْتَهى مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ طَلَبَهُ مِنْهُمْ أَوْ أَمَرَ بِهِ، وَذلِكَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ» ؛ يَعْنِي الْخُدَّامَ.
قَالَ: «وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ»۳ ؛ يَعْنِي بِذلِكَ عِنْدَ مَا يَقْضُونَ مِنْ لَذَّاتِهِمْ مِنَ الْجِمَاعِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، يَحْمَدُونَ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِنْدَ فَرَاغَتِهِمْ. ۴
وَأَمَّا قَوْلُهُ: «أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ»۵ ـ قَالَ: ـ يَعْلَمُهُ الْخُدَّامُ، فَيَأْتُونَ بِهِ أَوْلِيَاءَ اللّهِ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلُوهُمْ إِيَّاهُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ»۶ ـ قَالَ: ـ فَإِنَّهُمْ لَا يَشْتَهُونَ شَيْئا فِي الْجَنَّةِ إِلَا أُكْرِمُوا بِهِ».

شرح

قوله : (حديث الجنان و النوق) .
«الجنان» بالكسر: جمع الجنّة، وهي الحديقة ذات النخل والشجر . والمراد هنا الجنّة المعروفة في عرف الشرع .
و«النُّوق» بالضمّ: جمع الناقة .
وسند الحديث مجهول .

1.في الطبعة القديمة : + «أو اشتهى» .

2.في الطبعة القديمة: + «فيها».

3.يونس (۱۰) : ۱۰ .

4.في الطبعة الجديدة وجميع النسخ التي قوبلت فيها والوافي : «فراغهم» .

5.الصافّات (۳۷) : ۴۱ .

6.الصافّات (۳۷) : ۴۲ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179470
صفحه از 624
پرینت  ارسال به