149
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وعظيمتهما، وأصله: «فُعل» بالضمّ .
وقوله تعالى : «غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ».
في سورة الزمر : «لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ»۱ ، وكأنّ ما في الكتاب كانت في قراءة أهل البيت عليهم السلام .
وقال بعض المفسّرين : «أي لهم علاليّ فوقَها علاليّ، ودرجات بعضها أرفع من بعض؛ ليتخيّروا منها ما أحبّوا ويكونوا منها حيث شاؤوا» . ۲
وقوله صلى الله عليه و آله : (مَحبوكة بالفضّة) .
في القاموس: «الحَبْك : الشدّ، والإحكام، وتحسين أثر الصنعة في الثوب. يحبِكه ويحبُكه، فهو حبيك ومَحبوك . والتحبيك: التوثيق والتخطيط» . ۳
وقال الجوهري : «حَبَك الثوبَ يحبِكه ـ بالكسر ـ حَبْكا؛ أي أجادَ نسجَهُ . قال ابن الأعرابي : كلّ شيءٍ أحكمته وأحسنت عمله، فقد احتبكته» . ۴
وقوله : (بعضها فوق بعض) تفسير لمرفوعة على الظاهر، كما ذكره المفسّرون؛ فإنّهم قالوا في تفسير قوله تعالى : «وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ»۵ :
أي منضّدة مرتفعة . وتنضيد المتاع: وضع بعضه على بعض ۶ . وقيل : يحتمل أن يكون وصفا آخر ل «فرش» ، وحينئذٍ يمكن أن يُراد بمرفوعة أنهار رفيعة القدر . ۷
وقال بعضهم : الفرش: النساء، وهي مرفوعة على الأرائك، وأيّده بقوله تعالى : «إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارا»۸ .
وعلى التفسيرين السابقين هذا القول منقطع عن سابقه؛ لبيان وصف نساء أهل الجنّة ، ومرجع الضمير معلوم بحسب المقام مع إمكان الاتّصال أيضا، بأن يُراد بقوله عليه السلام : «بعضها

1.الزمر (۳۹) : ۲۰ .

2.اُنظر : تفسير جوامع الجامع ، ج ۳ ، ص ۲۱۵ ؛ جامع البيان ، ج ۲۳ ، ص ۲۴۷ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۶۳ .

3.القاموس المحيط ، ، ج ۳ ، ص ۲۹۷ (حبك) .

4.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۷۸ (حبك) .

5.الواقعة (۵۶) : ۳۴ .

6.اُنظر : تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۲۸۷ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ۸ ، ص ۱۹۳ ؛ تفسير الآلوسي ، ج ۲۷ ، ص ۱۴۱ .

7.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۸ .

8.الواقعة (۵۶): ۳۵ و ۳۶ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
148

(ثمّ يوقف بهم قُدّام العرش) .
قيل : ظاهره أنّهم يَرِدُون أوّلاً باب الجنّة، ثمّ إلى الموقف، ثمّ يرجعون إلى الجنّة. ۱
وفيه نظر .
وقوله : (الحَلْقة) بسكون اللّام، وقد تفتح وتكسر .
وقيل : تحريكها لغة ضعيفة . ۲
وقوله : (تَصرّ صَريرا) .
في القاموس : «صرّ ـ كفرّ ـ يصرّ صرّا وصريرا: صوّت، وصاح شديدا» . ۳
وقوله : (كلّ حوراء) بالفتح والمدّ .
قال الجوهري : «الحَورُ: شدّة بياض العين في شدّة سوادها ، والعين حوراء» انتهى . ۴ فتسميتهنّ بذلك مجاز باعتبار «أعينهنّ» .
وقوله : (يتباشرون ۵ بهم) أي بشّر بعضهم بعضا بمجيئهم. والتذكير باعتبار تغليب الغلمان .
وقوله : (و تُشرف عليهم أزواجهم) من الغرف .
قال الفيروزآبادي : «أشرف عليه: اطّلع من فوق» . ۶
وقيل : أي ترفع عليهم أبصارهنّ؛ للنظر إليهم، أو تخرج من قولهم: استشرفوك، إذا خرجوا إلى لقائك . وفيه دلالة على أنّ النساء الصالحات يدخلون الجنّة قبل الصُّلحاء من الرجال ۷
، ولعلّه لكرامة الرجال أيضا؛ ليتهيّأنّ لهم .
(من الحور العين) .
«الحور» بالضمّ: جمع حوراء . و«العِين» بالكسر: جمع عَيناء، وهي واسعة العينين

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۳۴ .

2.اُنظر : مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۳۴ .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۶۸ (صرر) .

4.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۳۹ (حور) .

5.في المتن الذي ضبطه الشارح رحمه الله سابقا والطبعة القديمة : «فيتباشرن» . وفي الطبعة الجديدة وجميع النسخ التي قوبلت فيها والوافي : «فيتباشرون» .

6.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۵۸ (شرف) .

7.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲، ص ۱۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181654
صفحه از 624
پرینت  ارسال به