وعظيمتهما، وأصله: «فُعل» بالضمّ .
وقوله تعالى : «غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ».
في سورة الزمر : «لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ»۱ ، وكأنّ ما في الكتاب كانت في قراءة أهل البيت عليهم السلام .
وقال بعض المفسّرين : «أي لهم علاليّ فوقَها علاليّ، ودرجات بعضها أرفع من بعض؛ ليتخيّروا منها ما أحبّوا ويكونوا منها حيث شاؤوا» . ۲
وقوله صلى الله عليه و آله : (مَحبوكة بالفضّة) .
في القاموس: «الحَبْك : الشدّ، والإحكام، وتحسين أثر الصنعة في الثوب. يحبِكه ويحبُكه، فهو حبيك ومَحبوك . والتحبيك: التوثيق والتخطيط» . ۳
وقال الجوهري : «حَبَك الثوبَ يحبِكه ـ بالكسر ـ حَبْكا؛ أي أجادَ نسجَهُ . قال ابن الأعرابي : كلّ شيءٍ أحكمته وأحسنت عمله، فقد احتبكته» . ۴
وقوله : (بعضها فوق بعض) تفسير لمرفوعة على الظاهر، كما ذكره المفسّرون؛ فإنّهم قالوا في تفسير قوله تعالى : «وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ»۵ :
أي منضّدة مرتفعة . وتنضيد المتاع: وضع بعضه على بعض ۶ . وقيل : يحتمل أن يكون وصفا آخر ل «فرش» ، وحينئذٍ يمكن أن يُراد بمرفوعة أنهار رفيعة القدر . ۷
وقال بعضهم : الفرش: النساء، وهي مرفوعة على الأرائك، وأيّده بقوله تعالى : «إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارا»۸ .
وعلى التفسيرين السابقين هذا القول منقطع عن سابقه؛ لبيان وصف نساء أهل الجنّة ، ومرجع الضمير معلوم بحسب المقام مع إمكان الاتّصال أيضا، بأن يُراد بقوله عليه السلام : «بعضها
1.الزمر (۳۹) : ۲۰ .
2.اُنظر : تفسير جوامع الجامع ، ج ۳ ، ص ۲۱۵ ؛ جامع البيان ، ج ۲۳ ، ص ۲۴۷ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۶۳ .
3.القاموس المحيط ، ، ج ۳ ، ص ۲۹۷ (حبك) .
4.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۷۸ (حبك) .
5.الواقعة (۵۶) : ۳۴ .
6.اُنظر : تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۲۸۷ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ۸ ، ص ۱۹۳ ؛ تفسير الآلوسي ، ج ۲۷ ، ص ۱۴۱ .
7.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۸ .
8.الواقعة (۵۶): ۳۵ و ۳۶ .