17
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة) .
يحتمل نصب «أعظم» وما عطف عليه على أن يكون اسم «إنّ»، و«من وراء» متعلّقا بالثلاثة، و«يوم القيامة» بالرفع خبره، أو بالعكس ، ولعلّه أنسب .
ويحتمل كون الثلاثة اسم «إنّ»، و«من وراء» خبره، و«يوم القيامة» بالرفع، أو بالنصب ، على أن يكون فاعلاً ، أو عطف بيان لها .
قال الجوهري : «فَظُع الأمر ـ بالضمّ ـ فظاعة، فهو فظيع؛ أي شديد شنيع جاوز المقدار» . ۱
وقال : «الوجع: المرض» . ۲«ذَ لِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ» . ۳
قال البيضاوي :
«ذَ لِكَ» إشارة إلى يوم القيامة، وعذاب الآخرة دلّ عليه . قوله : «مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ» ؛ أي يجمع له الناس، والتغيير للدلالة على ثبات معنى الجمع لليوم، وأنّه من شأنه لا محالة، وأنّ الناس لا ينفكّون عنه، فهو أبلغ من قوله : «يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ» ، ومعنى الجمع له الجمع؛ لما فيه من المحاسبة والمجازاة . «وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» ؛ أي مشهود فيه أهل السماوات والأرضين ، فاتّسع فيه بإجراء الظرف مجرى المفعول، ولو جعل اليوم مشهودا في نفسه لبطل الغرض من تعظيم اليوم وتمييزه؛ فإنّ سائر الأيّام كذلك . ۴
وأقول : كونه مشهودا فيه؛ إمّا لأنّه يُشهَدُ فيه على الخلائق بما عملوا ، وإمّا لأنّهم يحضرونه للحساب، والخروج عن عهدة ما كلّفوا به في دار الدنيا .
وقوله : (يجمع اللّه فيه) أي في ذلك اليوم .
(الأوّلين والآخرين) بيان لسابقه .
ويحتمل أن يكون كلّ منهما إضافيّا بالنسبة إلى الآخر .
وقيل : لعلّ المراد بالأوّلين الاُمم السابقة، وبالآخرين هذه الاُمّة . ۵

1.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۵۹ (فظع) .

2.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۹۴ (وجع) .

3.هود : ۱۰۳ .

4.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۲۶۱ (مع تلخيص) .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۸ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
16

وأقول : إن قرئ هنا «الروح» بالضمّ، فالمراد الحياة الأبديّة، وحكمه تعالى بالبقاء والسعادة .
وقوله : (تلجلج لسانُك، ودُحضت حجّتُك) .
التلجلج: التردّد في الكلام . ودحضت الحجّة ـ كمنع ـ دحوضا؛ أي بطلت .
(وعَييتَ) بصيغة الخطاب؛ أي عجزت .
(عن الجواب) .
في القاموس: «عَييَ بالأمر ـ كرضي ـ : لم يهتدِ لوجه مراده، أو عجز عنه ، ولم يطق إحكامه . وعَيِيَ في المنطق ـ كرضي ـ عيّا: حَصَرَ» . ۱
(وبُشّرتَ بالنّار) من باب التهكّم .
وقوله : (بنُزُلٍ من حميم، وتَصلية جحيم) .
النُّزُل، بالضمّ وبضمّتين: ما هُيّئ للضيف أن ينزل عليه، والطعام ذو البركة، والفضل، والعطاء . وإطلاقه هنا أيضا من باب التهكّم .
والمراد بالحميم: الشراب المغلّى في قدور جهنّم . قال الجوهري : «الحميم: الماء الحارّ، والمطر الذي يأتي في شدّة الحرّ . والحميم: العَرَق» . ۲
وقال : «الجحيم: [اسم] من أسماء النار، وكلّ نار عظيمة في مَهواةٍ ۳ فهي ۴ جحيم» . ۵
وفي القاموس : «الجحيم: النار الشديد التأجّج ، وكلّ نار بعضها فوق بعض ، والمكان الشديد الحرّ». ۶
وفيه: «صلّاه تصلية ؛ أي ألقاه في النار للإحراق» . ۷
قال البيضاوي : «وذلك ما يجد في القبر من سموم النار ودخانها» . ۸
وقوله : (من وراء هذا) إشارة إلى ما ذكر من قوله : «وقبض الملك» إلى قوله : «وتصلية جحيم» .

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۶۸ (عيي) .

2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۰۵ (حمم) .

3.في الحاشية: «المَهواة : ما بين الجبلين ونحو ذلك» .

4.في النسخة : «فهو» .

5.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۸۳ (جحم) .

6.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۸۷ (جحم) .

7.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۵۲ (صلي) .

8.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۲۹۴ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181455
صفحه از 624
پرینت  ارسال به