163
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قال : «إنّهم سرقوا يوسف من أبيه ؛ أ لا ترى أنّه قال لهم حين قالوا : «مَّاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ» ، ولم يقل: سرقتم صواع الملك، إنّما عنى: سرقتم يوسف من أبيه» . ۱

متن الحديث الواحد و السبعين (حَدِيثُ أَبِي بَصِيرٍ مَعَ الْمَرْأَةِ)

۰.أَبَانٌ۲، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:كُنْتُ جَالِسا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام إِذْ دَخَلَتْ عَلَيْنَا أُمُّ خَالِدٍ، الَّتِي كَانَ ۳ قَطَعَهَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ تَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «أَ يَسُرُّكَ أَنْ تَسْمَعَ كَلَامَهَا؟»
قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَذِنَ لَهَا.
قَالَ: وَأَجْلَسَنِي مَعَهُ عَلَى الطِّنْفِسَةِ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلَتْ، فَتَكَلَّمَتْ، فَإِذَا امْرَأَةٌ بَلِيغَةٌ، فَسَأَلَتْهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لَهَا: «تَوَلَّيْهِمَا»؟ ۴ قَالَتْ: فَأَقُولُ لِرَبِّي إِذَا لَقِيتُهُ: إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِوَلَايَتِهِمَا؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قَالَتْ: فَإِنَّ هذَا الَّذِي مَعَكَ عَلَى الطِّنْفِسَةِ يَأْمُرُنِي بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمَا، وَكَثِيرٌ النَّوَاءُ يَأْمُرُنِي بِوَلَايَتِهِمَا، فَأَيُّهُمَا خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: «هذَا وَاللّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَثِيرٍ النَّوَاءِ وَأَصْحَابِهِ، إِنَّ هذَا يُخَاصِمُ ۵ ، فَيَقُولُ: «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ»۶ ، «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ»۷ ، «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ»۸ ».

شرح

السند ضعيف؛ فإنّه الإسناد السابق بعينه .
قوله : (قطعها) أي قطع يدها . ۹
(يوسف بن عمر) .

1.معاني الأخبار ، ص ۲۰۹ ، ح ۱ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۷۶ ، ح ۴ .

2.السند معلّق على سابقه ، ويروي عن أبان ، الحسين بن محمّد الأشعري عن المعلّى عن الوشّاء .

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «كانت».

4.في الحاشية عن بعض النسخ: «تولّهما».

5.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي : «تخاصم» .

6.المائدة (۵) : ۴۴ .

7.المائدة (۵) : ۴۵ .

8.المائدة (۵) : ۴۷ .

9.قال المحقّق الفيض رحمه الله في الوافي ، ج ۲ ، ص ۲۰۲ : «كأنّه اُريد به أنّه اصطفاها من الغنيمة» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
162

إلى ضمير «فتىً» أو «إبراهيم» . وقوله : «كَبِيُرهُمْ هذا» مبتدأ وخبر ، ولذلك وقف على فعله، وما روي أنّه عليه السلام قال لإبراهيم ثلاث كذبات تسمية للمعاريض كذبا؛ لما شابهت صورتها صورتَه . ۱
(ولقد قال يوسف عليه السلام : «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ»۲ ) .
قيل : هذا القول وإن كان من مناديه إلّا أنّه لمّا كان بأمره نسب إليه ۳ .
وفي القاموس: «العير، بالكسر: القافلة، مؤنّثة» . ۴
وقال البيضاوي : «العِير: القافلة، وهو اسم الإبل التي عليها الأحمال؛ لأنّها تَعِير، أي تتردّد. فقيل لأصحابها كقوله عليه السلام : يا خيل اللّه اركبي». ۵
(واللّه ما كانوا سارقين) ؛ يعني صُواع الملك، لا مطلقا .
(وما كذب) .
قال الشيخ الطبرسي :
إنّما قال ذلك بعض من فقد الصاع من قوم يوسف من غير أمره، ولم يعلم بما أَمَر به يوسف عليه السلام من جعل الصاع في رحالهم . عن الجبائي .
وقيل : إنّ يوسف أمر المنادي أن ينادي به، ولم يرد سرقة الصاع، وإنّما عنى به: أنّكم سرقتم يوسف عن أبيه، وألقيتموه في الجبّ . عن أبي مسلم .
وقيل : إنّ الكلام يجوز أن يكون خارجا مخرج الاستفهام، كأنّه قال : أ إنّكم لسارقون؟ فاُسقطت الهمزة . انتهى . ۶
وروى الصدوق رحمه الله في كتاب معاني الأخبار بإسناده عن صالح بن سعيد، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قلت: قوله ـ عزّ وجلّ ـ في يوسف : «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ» ؟

1.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۹۹ .

2.يوسف (۱۲) : ۷۰ .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۶ .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۹۸ (عير) .

5.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۳۰۰. وفي حاشية النسخة : «قيل: يمكن أن يكون من باب التورية ، بأن يُراد بالسارق ضعيف العقل، أو الذي خفي عن البصر ، من سرقت مفاصله ـ كفرح ـ إذا ضعفت، أو من سرق الشيء ـ كفرح ـ إذا خفي . منه» . شرح المازندراني ، ج ۱۲ ، ص ۲۶ .

6.تفسير مجمع البيان ، ج ۵ ، ص ۴۳۴ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 161237
صفحه از 624
پرینت  ارسال به