181
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

تكون في الدُّنيا، كالعمى والعور والعرج وغير ذلك، وإنّما هي أجساد مصحّحة لخلود الأبد في الجنّة، أو في النار .
وقال بعضهم : روي في تمام الحديث: «قيل : وما البهم؟ قال : ليس معهم شيء» ؛ يعني من أعراض الدنيا . وهذا لا يخالف الأوّل من حيث المعنى . ۱
وقوله : (جُرْدا مُردا) .
هما جَمْعا «أجرد» و«أمرد» . قال الجزري في صفته عليه السلام : «إنّه أجرد . الأجرد: الذي ليس على بدنه شعر، ومنه الحديث : «أهل الجنّة جُردٌ مُردٌ» . ۲
وقال الفيروزآبادي : «الأمْردُ: الشابّ، طرّ ۳ شاربه، ولم تنبت لحيته» ۴ انتهى .
وروي من طريق العامّة عنه صلى الله عليه و آله : «أنّه يحشر الناس يوم القيامة حُفاة عُراة عُزلاً بهما جُردا مُردا» ۵ .
قال بعضهم : الأظهر أنّ مقام التكرمة يقتضي عدم حشر الأنبياء كذلك . ۶
وقوله : (في صعيد) .
قيل : المراد به هنا الأرض المستوية التي لا عِوَج فيها ولا أمَتا . ۷ وقال الجوهري : «الصعيد: التراب . وقال ثَعلب : وجه الأرض» . ۸
وقوله : (يسوقهم النور، وتجمعهم الظلمة» .
الظاهر أنّ المراد بالنور والظلمة معناهما الحقيقي، وذكر فيه وجوه :
الأوّل : أن يكون المراد أنّ من خلفهم نور يسوقهم، لكن ممشاهم في الظلمة. أو تحيط بهم الظلمة في موافقهم . ويؤيّده ما روته العامّة بإسنادهم عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «يحشر معهم النار، يبيت معهم حيث باتوا، ويقيل معهم حيث قالوا، ويُصبح معهم حيث أصبحوا،

1.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ (بهم) .

2.النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۵۶ (جرد) مع التلخيص .

3.في الحاشية: «الطرّ: طلوع النبت والشارب» .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۳۷ (مرد) .

5.اُنظر : مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۳۵ ؛ و ج ۶ ، ص ۹۰ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۲۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۱۰ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۹۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۵۶ .

6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۳۳ .

7.في الحاشية: «أي تلالأ وصعودا وهبوطا . منه». والقائل هو المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۲ ص ۳۳ .

8.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۹۸ (صعد) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
180

ويحتمل كونه بضمّتين، جمع الحفير، وهو القبر، كرُغُف ورَغيف .
وقوله : (عُزلاً) بضمّ العين المهملة وسكون الزاي، أو ضمّها، بالتخفيف أو بالتشديد .
قال الفيروزآبادي : «الأعْزل: الرمل المنفرد المنقطع، ومَن لا سلاح معه، كالعُزُل ـ بضمّتين ـ وجمعها: عُزل، بالضمّ. وأعزل أو عُزّل، كركّع» . ۱
والمقصود أنّهم يحشرون فريدا وحيدا .
وفي كثير من النسخ: «غُرْلاً» بضمّ الغين المعجمة وسكون الراء، جمع: أغرل، وهو الأغلفُ. والمعنى أنّهم يحشرون غير مختونين، كما خُلقوا أوّل مرّة، لا يفقدون شيئا حتّى الغُلفة، أعني الجلدة التي تُزال في الختان .
وقوله : (مَهَلاً) .
قال الجوهري : «المَهَل، بالتحريك: التُّؤدة» . ۲
وفي القاموس:
المَهْل، ويحرّك، والمهملة بالضمّ: السكينة، والرفق . ومهّله تمهيلاً: أجّله . ويُقال : مَهْلاً يا رجل ـ وكذا الاُنثى والجمع ـ بمعنى أَمْهِل. والمُهل بالضمّ: اسم يجمع معدنيّات الجواهر كالفضّة والحديد ونحوهما . والمُهلة، بالضمّ: العدّة . وأمْهَل: بالغ و أعذر . والماهل: السريع، والمتقدّم . انتهى . ۳
ومناسبة كلّ من هذه المعاني هنا يظهر بالتأمّل .
وقال بعض الفضلاء : «لعلّ المراد تأنّيهم وتأخّرهم وحيرتهم» . قال : «والظاهر تصحيف» . ۴
وفي كثير من النسخ: «بهما» بدل «مهلاً» .
قال الجزري :
فيه: «يحشر الناس يوم القيامة عُراة حُفاة بُهما» . البُهم، جمع بهيم، وهو في الأصل الذي لا يخالط لونه لون سواه ؛ يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۵ (عزل) .

2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۲۲ (مهل) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۳ (مهل) مع التلخيص .

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۵۳ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 161299
صفحه از 624
پرینت  ارسال به