185
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقال بعض الأفاضل : «يمكن أن يكون إشراف اللّه كناية عن توجّهه إلى محاسبتهم ، فالإشراف في حقّه تعالى مجاز، وفي الملائكة حقيقة» . ۱
قال : «ويحتمل أن يكون «في» سببيّة؛ أي يشرف عليهم بسبب إرسال طائفة كثيرة من الملائكة، يظلّون الناس فوق رؤوسهم» .
قال : «ويحتمل أن يكون المراد بالإشراف أمر الملك بالنداء؛ أي يأمر ملكا في ظِلال من الملائكة» ۲ فتأمّل .
وقوله : (يا معشر الخلائق) .
في القاموس: «المعشر، كمقعد: الجماعة، والجنّ، والإنس» . ۳
(أنصتوا) .
الإنصات: السكوت، والاستماع للحديث . يُقال : أنصتوه، وأنصتوا له .
(واستمعوا منادي الجبّار) . يُقال : استمع له وإليه، إذا أصغى . فتعلّق المنادي بالاستماع محمول على الحذف والإيصال .
ويحتمل تعلّقه بالفعلين على سبيل التنازع .
وقوله : (وتخشع أبصارهم) .
الخشوع في البصر: إظهار المذلّة، والاستكانة بها بغضّها وإرخاء أجفانها .
(وتضطرب فرائصهم) .
في القاموس: «الفرائص: أوداجُ العنق . والفريصة واحدته ، واللحمة بين الجنب والكتف لا تزال ترعد» . ۴
وقيل : أراد بها أصل الرقبة وعروقها؛ لأنّها هي التي تثور عند الغضب والخوف . ۵
وقوله : (مُهطعين إلى الداع) أي مسرعين ، مادّ أعناقهم إليه .
قال الجوهري : «أهطع، إذا مدّ عنقه وصوّب رأسه. وأهْطع في عدوِهِ: أسرع، فعند ذلك

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۳۴ .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۵۴ .

3.القائل هو العلّامة المجلسي رحمه اللهفي مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۵۴ و ۲۵۵ .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۹۰ (عشر) .

5.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۱۱ (فرص) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
184

الأنفاس . فإن قيل : لزم أن يسيح الجميع فيه سيحا واحدا، ولا يتفاضلون في القدر، قيل : يزول هذا الاستبعاد بأن يخلق اللّه تعالى في الأرض التي تحت كلّ أحد ارتفاعا بقدر عَمَلهِ، فيرتفع العرق بقدر ذلك .
وجواب ثان، وهو أن يُحشر الناس جماعات متفرّقة، فيحشر من بلغ كعبيه إلى جهة، ومن بلغ حقويه في جهة . انتهى . ۱
وقوله : (ضجيجهم) .
قال الجوهري : «أضجَّ القوم إضجاجا، إذا جلبوا وصاحوا، فإذا جَزِعُوا من شيء وغُلِبوا ، قيل : ضجّوا يضجّون ضجيجا» . ۲
وقوله : (فيُشرف الجبّار ـ تبارك وتعالى ـ عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة) .
قيل : الإشراف على الشيء: الاطّلاع عليه من فوق، وهو يستلزم العلم به على وجه الكمال ، وإذا نسب إليه تعالى يُراد به هذا اللازم . انتهى . ۳
وقد ذكرنا سابقا أنّ صفاته تعالى وما ينسب إليه ويحمل عليه إنّما يعتبر بالنظر إلى الغايات، لا المبادئ ، فإشرافه سبحانه مواصلة معهم معاملة المشرف على الشيء وما يترتّب عليه من الأثر .
أو المراد أشرف أمره في حكمه . أو من قبيل الاستعارة التمثيليّة ، والمراد بالعرش عرش العظمة، أو العرش الجسماني . وعلى الثاني تخصيصه بالذكر؛ للإشعار بأنّ أمره إنّما ينزل من جهة الأعلى .
و«من» الاُولى ابتدائيّة، والثانية بيانيّة . و«في» للمصاحبة، أو للظرفيّة .
قال الفيروزآبادي :
الظِلّ، بالكسر: نقيض الضِّحّ. الجمع: ظِلال وظُلول وأظلال، والخيال من الجنّ وغيره يُرى، والعزّ. والمَنعة. ومن كلّ شيء : شخصه، أو كنهه . ومن السحاب : ما وارى الشمس منه أو سواده . ومن النهار: لونه، إذا غلبته الشمس، وهو في ظلّه: في كنفه . ۴

1.شرح المازندراني ، ج ۱۲ ، ص ۳۳ و ۳۴ .

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۲۶ (ضجج) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۳۴ .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۰ (ظلل) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 161293
صفحه از 624
پرینت  ارسال به