189
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقوله : (يَكْرُدُ) كينصر .
والكرد: السوق، وطرد العدوّ . كذا في القاموس ۱ . وفي النهاية: «كَرَد القوم: صرفهم، وردّهم» . ۲
وقوله : (إلى العَرصة) أي عرصة القيامة، وهي موضع اجتماع الخلق للحساب .
وفي القاموس: «العَرصة: كلّ بقعة بين الدور واسعةٍ ليس فيها بناء» . ۳
وقوله : (الدواوين) جمع الديوان، بالكسر، ويُفتح، وهو مجتمع الصحف والكتاب يكتب فيه أهل الجيش وأهل العطايا، مِن دوّن الكتب، إذا جمعها .
وقوله : (فيعذّب الكافر) .
فيه دلالة على تعذيب الكافر بالفروع أيضا .

متن الحديث الثمانين

۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ يُوسُفَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ أَبِي سَعِيدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام :أَنَّهُمْ قَالُوا حِينَ دَخَلُوا عَلَيْهِ: إِنَّمَا أَحْبَبْنَاكُمْ لِقَرَابَتِكُمْ ۴ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَلِمَا أَوْجَبَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ حَقِّكُمْ ، مَا أَحْبَبْنَاكُمْ لِلدُّنْيَا ۵ ، نُصِيبُهَا مِنْكُمْ إِلَا لِوَجْهِ اللّهِ وَالدَّارِ الْاخِرَةِ، وَلِيَصْلُحَ لأْرِئٍ مِنَّا دِينُهُ؟
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «صَدَقْتُمْ، صَدَقْتُمْ» ثُمَّ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّنَا، كَانَ مَعَنَا، أَوْ جَاءَ مَعَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ هكَذَا ـ ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ السَّبَّابَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: ـ وَاللّهِ، لَوْ أَنَّ رَجُلاً صَامَ النَّهَارَ، وَقَامَ اللَّيْلَ، ثُمَّ لَقِيَ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِغَيْرِ وَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، لَلَقِيَهُ وَهُوَ عَنْهُ غَيْرُ رَاضٍ، أَوْ سَاخِطٌ عَلَيْهِ».
ثُمَّ قَالَ: «وَذلِكَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاّ وَهُمْ كارِهُونَ * فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ»۶ ».

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۳۲ (كرد) .

2.النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۶۲ (كرد) .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۰۷ (عرص) .

4.في الحاشية عن بعض النسخ: «بقرابتكم».

5.في الحاشية عن بعض النسخ: «لدنيا».

6.التوبة (۹) : ۵۴ و ۵۵ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
188

(بها) أي بتلك المظلمة . ولعلّ الإتيان بضمير المظلمة دون الحقّ؛ للعلم به بقرينة السياق، أو تعميم المظلمة بحيث يشمل الحقّ من باب الاستخدام .
وقوله : (ويطّلع اللّه على جَهدهم) .
الاطّلاع: العلم بباطن الشيء على وجه البصيرة . والجهد، بالفتح: المشقّة .
وقوله : (أنصتوا لداعي اللّه ) .
في بعض النسخ: «الداعي» بلام التعريف .
وقوله : (أنا الوهّاب) .
في وصفه تعالى ذاته المقدّسة بهذه الصفة ترغيب للمخاطبين في التواهب؛ ليتخلّقوا بأخلاقه، ويتوقّعوا مثلها من مواهبه .
وقوله : (من تِلقاء العرش) . يُقال : جلس تلقاه ـ بالكسر ـ أي حذاه .
وقوله : (أن يُطلع) من باب الإفعال .
(من الفردوس قصرا) أي يظهره من إشراف إلى انحدار .
وفي القاموس: «الفردوس : البستان، يجمع كلّ ما يكون في البساتين، تكون فيه الكروم ، عربيّة، أو روميّة نقلت ، أو سريانيّة» . ۱
وقوله : (في حفافة القصر) بكسر الحاء؛ أي جانبه .
قال الفيروزآبادي : «الحِفاف، ككتاب: الجانب . وحافّين من حول العرش : محدقين بأحفّته؛ أي جوانبه» . ۲
وقوله : (هذا لكلّ من عفا) . لعلّ المراد لكلّ من عفا عن مؤمن مثله .
وقوله : (أيّها الخلائق، استعدّوا للحساب) ؛ الظاهر أنّه من كلامه تعالى .
وقيل : يحتمل أن يكون من كلامه عليه السلام بأن يأمر بالاستعداد في الدنيا لحساب الآخرة؛ فإنّ ذلك يوجب سلب المفاسد، وجلب المنافع، حتّى يرد على القيامة، ولا حساب عليه . ۳
وقوله : (إلى العقبة) أي العقبة التي سبق ذكرها، أو عقبة اُخرى بعدها .

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۳۶ (فردوس) .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۲۸ (حفف) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۳۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 161228
صفحه از 624
پرینت  ارسال به