19
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقيل : المراد اللحظة الآزفة، وهي مشارفتهم النار . وقيل : يوم الآزفة: يوم الموت، وقت خروج الروح . 1
«إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ» ؛ جمع حَنْجَرَة، وهي الحلقوم .
وقيل : المراد هنا التراقي؛ يعني فارقت قلوبهم أماكنها خوفا، فصارت في حلوقهم، فلا هي تعود إلى أماكنها، فيتروّحوا، ولا تخرج فيستريحوا . 2 «كَـظِمِينَ» .
في القاموس: «كَظَمَ غيظه يَكظُمُهُ: ردّه، وحبسه . والباب: أغلقه . والبعير كظوما : أمسك عن الجرّة . ورجلٌ كظيم، ومكظوم: مكروب . وكُظِم ـ كعُنِي ـ كظُوما: سكت» . 3
قال بعض المفسّرين : معنى كاظمين ساكنين، لا معذرة لهم . وقيل : حابسين الكلام . وقيل : مُردّدين حزنهم في أجوافهم كجرّة البعير . وقيل : باكين . وقيل : مغمومين . 4
وعلى التقادير نصبه على الحال من مفعول «أنذِر» . وقيل : من «القلوب» بتقدير أصحابها، ولذلك جمعه جمع العقلاء، كقوله : «فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ» 5 . 6
(وذلك يوم لا تُقال فيه عَثرة) .
الإقالة: فسخ البيع، والعفو عن الزلّة . والعثرة: الزلّة . قيل : معنى «أقاله اللّه عثرته» أنّه وافقه في نقض العهد، وأجابه إليه؛ إذ وقع العهد بين العبد وبينه تعالى في أنّه إذا عصاه يُعاقَب، فإذا استقال العاصي في ذلك اليوم، وندم من ذلك العهد، وطلب منه تعالى أن ينقضه ليتخلّص من العقاب، لا يُقال ولا يجاب؛ لأنّ العهد مُبرَم لا ينقض . 7
(ولا تُقبل من أحدٍ معذرة) .

1.اُنظر : تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۸۸ .

2.اُنظر : تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۸۸ ؛ شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۸ و ۴۰۹ .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۷۲ (كظم) .

4.اُنظر : تفسير مجمع البيان ، ج ۸ ، ص ۴۳۳ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۲۷۱ ؛ زاد المسير ، ، ج ۷ ، ص ۳۷ ؛ فتح القدير للشوكاني ، ج ۴ ، ص ۴۸۶ .

5.الشعراء (۲۶) : ۴ .

6.قاله العلّامة المجلسي رحمه اللهفي مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۷۱ . وانظر أيضا : شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۹ .

7.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۹ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
18

(ذلك يوم) ؛ مبتدأ وخبر .
(ينفخ في الصور) أي ينفخ فيه في الصور، حذف الجارّ بقرينة ما بعده .
قال الجوهري : «الصور: هو القَرْن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام عند بعث الموتى إلى الحشر» . 1
وقيل : الصُّور جمع صُورَةٍ، يريد صُور الموتى ينفخ فيها الأرواح . والصحيح الأوّل؛ لأنّ الأحاديث تعاضدت عليه تارةً بالصور، وتارةً بالقرن . 2
(وتُبَعثر فيه القبور) .
قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى : «إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ» 3 : «أي بعث» . 4
وقال الجوهري :
بعثر الرجل متاعَهُ: قلب بعضه على بعض . ويُقال : بعثرت الشيء، إذا استخرجته وكشفته . وقال أبو عبيدة في قوله تعالى : «بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ» : اُثير واُخرج . قال : وتقول : بعثرت حوضي؛ أي هدمته، وجعلت أسفله أعلاه ، انتهى . 5
والظاهر أنّ «تبعثر» على صيغة المضارع المجهول من الرباعيّ المجرّد . وقيل : يحتمل كونه على صيغة الماضي المعلوم من باب التفعلل على تشبيه القبر بإنسان أكل طعاما، فلم يستقرّ في معدته فردّه 6 . قال في النهاية : «تبعثرت النفس: جاشت، وانقلبت وغثت» . 7
(وذلك يوم الآزفة) إشارة إلى قوله تعالى : «وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْازِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ» 8 الآية . يُقال: أزِفَ الترحّل أزفا واُزوفا، إذا دنا . والرجل: عجّل. والأزف، محرّكة: الضيق، وسوء العيش .
قال بعض المفسّرين : «الآزفة، صفة القيامة سُمّيت بها لقربها ودنوّها» 9 . وقيل: لضيق عيش أكثر الناس فيها. 10 وقيل : صفة المجازاة .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۸ .

2.اُنظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۱۶ (صور) .

3.العاديات (۱۰۰) : ۹ .

4.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۵۲۱ .

5.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۹۳ (بعثر) .

6.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ (بعثر) .

7.غافر (۴۰) : ۱۸ .

8.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۸۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 180938
صفحه از 624
پرینت  ارسال به