201
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

الأشياء، وكيفيّة خلقها، وخلق أعمال العباد، والتفكّر في الحكمة في خلق بعض الشرور في العالم من غير استقرار في النفس وحصول شكّ بسببها . ۱
وقيل : المراد بالخلق المخلوقات، وبالتفكّر فيهم بالوسوسة التفكّر، وحديث النفس بعيوبهم، وتفتيش أحوالهم، وهو بعيد . ۲
قال الفيروزآبادي : «الوسوسة: حديث النفس والشيطان بما لا نفع فيه ولا خير، كالوسواس، بالكسر. والاسم بالفتح. وقد وسوس له وإليه» . ۳
(والطيرة) .
قال الجوهري : «الطِّيرَة، مثال العنبة: ما يتشاءم به من الفأل الرديء، وفي الحديث: أنّه كان يحبّ الفأل، ويكره الطيرة» . ۴
وفي النهاية :
فيه: لا عدوى ولا طيرة . الطيرة، بكسر الطاء، وفتح الياء، وقد تسكن، هي التشاؤم بالشيء، وهو مصدر تطيّر . يُقال : تطيّر طيرة، وتخيّر خيرَة، ولم يجئمن المصادر هكذا غيرهما.
وأصله فيما يُقال: التطيّر بالسوانح والبوارح من الطير والظِّباء وغيرهما ، وكان ذلك يصدّهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع وأبطله، ونهى عنه، وأخبر أنّه ليس له تأثير في جلب نفع ودفع ضرّ ، وقد تكرّر ذكرها في الحديث اسما وفعلاً . ومنه الحديث : «ثلاث لا يسلَم منها أحد: الطيرة، والحسد، والظنّ» . قيل : فما نصنعُ؟ قال : «إذا تطيّرت فامضِ، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تحقّق الشيء . انتهى . ۵
وقال بعض الفضلاء :
المراد بها هاهنا إمّا انفعال النفس عمّا يتشاءم به، أو تأثيرها واقعا، وحصول مقتضاها ، ويظهر من الأخبار أنّها تؤثّر مع تأثّر النفس بها، وعدم التوكّل على اللّه . ۶

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه اللهفي مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۶۲ .

2.لم نعثر على قائله .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۵۷ (وسوس) .

4.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۲۸ (طير) .

5.النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۵۲ (طير) .

6.مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۶۴ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
200

وهو غدّة، كغدّة البعير، تخرج في الآباط غالبا، وقد تخرج في الأيدي والأصابع وغيرها من الأعضاء ، وعلى هذا كلّ طاعون وباء، ولا ينعكس . ۱
وقوله : (لمكان رَبيئة) إلى آخره .
الرَّبيئةُ، بفتح الراء، وكسر الباء الموحّدة، وفتح الهمزة: طليعة الجيش: من يبعث ليطّلع طِلْع ۲ العدوّ. يقال: رَباهم ولهم ـ كمنع ـ إذا صار رَبئةً لهم. ورابَأْتُهُ : حَذرته، واتّقيته، وراقبته، وحارسته .
وفي بعض النسخ : «ريبة». وفي بعضها: «رئبة»، والمآل واحد .
والضمير في قوله: «فيهم» راجع إلى «ربيئة» جيش المسلمين.
والحيال، بالكسر: الإزاء، وأصله الواو .
وفي القاموس: «المركز: موضع الرجل ، ومحلّه، وحيث أمر الجُند أن يلزموه» . ۳

متن الحديث السادس والثمانين

۰.عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«ثَلَاثَةٌ لَمْ يَنْجُ مِنْهَا نَبِيٌّ فَمَنْ دُونَهُ: التَّفَكُّرُ فِي الْوَسْوَسَةِ فِي الْخَلْقِ، وَالطِّيَرَةُ، وَالْحَسَدُ، إِلَا أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَسْتَعْمِلُ حَسَدَهُ».

شرح

السند مجهول .
قوله : (التفكّر في الوسوسة في الخلق) .
قيل : الظاهر أنّ المراد التفكّر فيما يحصل في نفس الإنسان من الوساوس في خالق

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲، ص ۴۲ .

2.في الحاشية: «الطِّلْع، بالكسر: الاسم من الاطّلاع . تقول منه : أطلع طِلعَ العدوّ . ويقال أيضا : كن بطلع الوادي وطَلع الوادي، بالفتح والكسر، وكلاهما صواب ». الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۵۴ (طلع) .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ، ص ۱۷۷ (ركز) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 159813
صفحه از 624
پرینت  ارسال به