215
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقيل : الأفرس: الأشجع، من فرس الأسد فريسته، إذا دقّ عنقها . ۱
وقوله : (يعني خالد بن الوليد) تفسير لابن أخيه، وهو يومئذٍ كان في حزب المشركين، فلمّا قتل أكثر صناديد القريش نجا بالفرار، وأسلم بعد فتح مكّة .
(وكانت اُمّه) أي اُمّ خالد .
(قسريّة) ۲ ، ولذا قال: ابن أخي؛ لأنّ خالدا كانت اُمّه من قبيلته .
قال الجوهري : «قسر: بطن من بجيلة، وهم رهط خالد بن عبداللّه القَسْري» . ۳
وفي بعض النسخ: «قُشريّة» بضمّ القاف، وسكون الشين المعجمة . والظاهر أنّه تصحيف؛ لأنّ خالد بن الوليد مشتهر بالقسري ـ بالسين المهملة ـ كما مرّ في صدر الحديث .
قال الفيروزآبادي : «قشير بن كعب بن ربيعة، كزُبَيْر: أبو قبيلة» . ۴
وقوله : (طلحة بن أبي طلحة) ؛ هو طلحة بن أبي طلحة العبدري من بني عبد الدار، قتله أمير المؤمنين عليه السلام يوم اُحد .
(ينادي: من يُبارز) .
المبارزة في الحرب: الظهور والخروج من الصفّ للقتال .
وقوله : (إنّكم تزعمون أنّكم تُجهّزونا) .
هذا الكلام عنه على سبيل الاستهزاء، والتحريض على المبارزة، والتعيير بتركها . قال الفيروزآبادي : «جهاز الميّت والعروس والمسافر، بالكسر والفتح: ما يحتاجون إليه . وقد جهّزه تجهيزا، فتجهّز. وجهز على الجريح ـ كمنع ـ وأجهز: أثبت قتله، وأسرعه ، وتمّم عليه» انتهى . ۵
ويحتمل أن يكون «تجهزونا» بتشديد النون، أو بتخفيفها، بناءً على حذف نون الجمع بغير قياس .
وقوله عليه السلام : (أنا ابن ذي الحَوضين) .
قيل : المراد الحوضين الذين صنعهما عبد المطّلب عند بئر زمزم لسقاية الحاجّ . ۶

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۴۸ .

2.في المتن الذي ضبطه الشارح رحمه الله سابقا : «قُشيريّة» .

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۹۱ (قسر) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۷ (قشر) .

5.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ (جهز) .

6.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۷۱ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
214

وكان وصف الحرب به باعتبار التشبيه في الإهلاك والاضطراب، أو الشدّة، أو عدم أمن صاحبه من المكاره .
وكلمة «ما» إمّا للاستفهام، أو للنفي، والمآل واحد ؛ أي لا يقدر الحرب التي لا يطيع المرء فيما يريد منها، ولا يقدر أن يركبها بسهولة أن تكافيني بالعقوبة، أو تُظهر عيبي .
والحاصل: أنّي لا اُبالي منها ومن شدائدها ومهالكها .
(بازل عامين حديث السنّ) ؛ كأنّ «بازل» منصوب على الحاليّة من ضمير المتكلّم، أو مرفوع على أنّه خبر مبتدأ محذوف ؛ أي أنا كذلك .
وقيل : إنّه مجرور على البدليّة من ضمير المتكلّم. ۱
وقس عليه قوله : «حديث السنّ»، وغرضه أنّه في عنفوان الشباب، واستكمال القوّة والشجاعة .
قال الجزري :
ومنه حديث عليّ بن أبي طالب: بازل عامين حديث السنّ . البازل من الإبل الذي تمّ له ثماني سنين، ودخل في التاسعة ، وحينئذٍ يطلع نابه، وتكمل قوّته، يقال له بعد ذلك: بازل عام، وبازل عامين . يقول : أنا مستجمع الشباب مستكمل القوّة . انتهى . ۲
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله هكذا :

«قد عرف الحرب العوان عنّيبازل عامين حديث سنّي
سَنَحنحُ الليل كأنّي جنّيأستقبل الحرب بكلّ فنِّ
معي سلاحي ومعي مجنّيوصارمٌ يذهب كلّ ضغن
أقصي به كلّ عدوّ عنّيلمثل هذا ولدتني اُمّي»۳
في القاموس : «رجل سَنَحنح، لا ينام الليل» . ۴
وقوله : (لأفرس منه) ؛ الظاهر أنّه للتفضيل في الفارس، بمعنى راكب الفرس، أو صاحبه، ويكون كناية عن الحاذق بركوب الخيل وأمرها، والشديد الشجاع .

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۷۰ .

2.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۲۵ (بزل) .

3.بحار الأنوار ، ج ۱۹ ، ص ۳۲۳ ، ح ۷۹ .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۳۰ (سنح) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 161291
صفحه از 624
پرینت  ارسال به