حسب ضعف إيمانه وقلّة ذكره وكثرة غفلته، ويبعد عنه، ويقلّ وسوسته وتسلّطه وسلوكه إلى باطنه بمقدار قوّته ويقظته ودوام ذكره وإخلاص توحيده . ويشهد لذلك ظواهر الكتاب والسنّة . ۱
وقوله : (يكون له عقب يفتخرون) .
في القاموس: «العَقْبُ: الوَلَد، وولد الولد، كالعَقِب ، ككتف» . ۲
وفيه: «الافتخار: التمدّح بالخصال» . ۳
وقوله : (فقتله) .
قيل : كان هابيل أقوى منه، ولكن تحرّج عن قتله، واستسلم منه خوفا من اللّه ؛ لأنّ الدفع لم يُبَح بعدُ . ۴
وقيل : إنّه قتل، وهو ابن عشرين سنة عند عقبة حذّاء. وقيل: بالبصرة في موضع المسجد الأعظم . ۵
وقوله : (فلمّا رجع قابيل) إلى آخره .
قال بعض المؤرّخين : «كان آدم عليه السلام عند وقوع تلك الواقعة مشتغلاً بأداء مناسك الحجّ ، فلعلّ رجوع قابيل إليه كان بعد عوده عليه السلام من مكّة» . ۶
وروي أنّه لمّا قتله، اسودّ جسده، فسأله آدم عن أخيه، فقال : ما كنتُ عليه وكيلاً . فقال : بل قتلته، ولذلك اسودّ جسدك، وتبرّأ منه، ومكث بعد ذلك مائة سنة لا يضحك . ۷
وقوله : (فوجد هابيل قتيلاً) .
يظهر ممّا ذكرنا أنّه عليه السلام وجده مدفونا ، ويدلّ عليه أيضا قوله تعالى : «فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ» الآية . ۸
1.حكاه عنه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۵۲ .
2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۰۶ (عقب) .
3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ (فخر) .
4.اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۱۲ ، ص ۵۳ .
5.اُنظر : مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۷۹ .
6.اُنظر: شرح المازندراني ، ج ۱۲ ، ص ۵۱ .
7.اُنظر : تفسير جوامع الجامع ، ج ۱ ، ص ۴۹۴ ؛ تفسير الرازي ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۸ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ۲ ، ص ۳۱۸ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ۳ ، ص ۲۹ ؛ تفسير الآلوسي ، ج ۶ ، ص ۱۱۵ .
8.المائدة (۵) : ۳۱ .