قيل : لعلّ المراد بالعلم العلم بالأحكام وغيرها ممّا اُوحي إليه، وبالإيمان اُصول الدِّين وأركانه، وبالاسم الأكبر الاسم الأعظم، أو كتاب الأنبياء .
روى المصنّف رحمه الله في باب ما نصّ اللّه ورسوله على الأئمّة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : «أنّ الاسم الأكبر هو الكتاب الذي يعلم به علم كلّ شيء، الذي كان مع الأنبياء» . ۱ والمراد بميراث العلم الإرشاد والتعليم والهداية والخلافة . وبآثار علم النبوّة الصلاح والكرامات والأسرار التي لايجوز للنبيّ إظهاره لغير الوصيّ .
وقال بعض المؤرّخين من العامّة : إنّ آدم عليه السلام أخرج صندوقا أبيض عند وصيّته إلى شيث عليه السلام ، وفتح قفله، وأخرج منه صحيفة بيضاء، ونشرها، فبلغ نورها شرقا وغربا، وكانت فيها أسامي جميع الأنبياء والأوصياء وصفاتهم وعلاماتهم ومعجزاتهم وأزمنتهم وأيّامهم ومدّة عمرهم وما يرد عليهم من القضاء والبلاء، أوّلهم آدم عليه السلام ، وآخرهم خاتم الأنبياء، وسائرهم على الترتيب، فعرضهم على شيث، ثمّ وضعها في الصندوق، ودفعه إلى شيث، وأمره بحفظه . ۲
وقوله : (في العقب من ذرّيّتك) .
كلمة «من» للتبيين، أو للتبعيض. وذرّيّة الرجل: ولده .
وقوله : (عند هبة اللّه ) بيان للذرّيّة .
ويفهم منه أنّ الرسالة والنبوّة والوصاية من لدن آدم عليه السلام إلى من بلغ إنّما كانت بأمر اللّه عزّ وجلّ، وتنصيص الأنبياء ووصيّتهم وهكذا كانت سنّة اللّه فيهم، فبطل قول من زعم تفويض الخلافة والإمامة إلى إجماع الجهلة من هذه الاُمّة، «ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ»۳ .
وقوله : (ولن أدَع الأرض) أي لن أتركها .
وقوله : (ويكون نجاة) .
اسم «يكون» العالم المذكور، أو ما عنده من آثار علم النبوّة . والمراد بالنجاة نجاة الدارين