ويمكن حمل هذه الرواية على القولين بإدخال الطرف الواحد، أو الطرفين في جملة العشرة . واللّه أعلم بحقائق الاُمور .
(وأوصى آدم عليه السلام إلى هبة اللّه ) .
قال الجوهري : «أوصيت له بشيء، وأوصيت إليه، إذا جعلته وصيّك» . ۱
وفي المصباح : «الإيصاء: الأمر، والتذكير» . ۲
ويظهر من قوله عليه السلام فيما بعد أنّه كان آدم عليه السلام وصّى هبة اللّه أن يتعاهد هذه الوصيّة عند رأس كلّ سنة ، وأنّه كتب هذه الوصيّة، وكتب اسم نوح ونعته، وجعله وديعة عند هبة اللّه .
وقوله : (فأرسل هبة اللّه ) إلى آخره .
كأنّه عليه السلام كان عالما بمجيء جبرئيل أو غيره من الملائكة، فأرسله ليلقاهم في الطريق .
وقيل : فيه دلالة على أنّه كان للملائكة مقام معلوم يراهم آدم ووصيّه فيه، وإلّا لما احتاج إلى الإرسال . ۳
هذا كلامه، وهو كما ترى .
وقوله : (يستهديك) أي طلب منك الهديّة .
وقوله : (حتّى إذا بلغ) أي جبرئيل، أو هبة اللّه .
(للصلاة عليه) .
في بعض النسخ: «بالصلاة» . وفي الفقيه : «فبلغ إلى الصلاة عليه»، وهو أظهر .
وقوله : (فليس لنا أن نؤمّ شيئا من وُلده) .
في الفقيه : «قال جبرئيل : فلسنا نتقدّم أبرار ولده، وأنت من أبرّهم» ۴ ، وهذا كالصريح في أنّ الأبرار من بني آدم أفضل من جبرئيل وسائر الملائكة، وأنّ تقدّم المفضول على الفاضل غير جائز في أمر الصلاة، فكيف غيرها ممّا هو أعظم منها من الرئاسة العامّة في اُمور الدِّين والدُّنيا .
وقوله : (كبّر عليه ثلاثين تكبيرة) أي في صلاة واحدة، أو في ستّ صلوات .
1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۲۵ (وصي) .
2.المصباح المنير ، ص ۶۶۲ (وصي) .
3.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۵۴ .
4.الفقيه ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ ، ح ۴۶۵ .