245
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقوله : (البقيّة) أي بقيّة علوم الأنبياء وآثارهم . وكأنّه إشارة إلى قوله تعالى : «بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ»۱ ، وفسّرت في كثير من الأخبار بالأئمّة عليهم السلام .
وفي القاموس:
البقيّة: اسم من البقاء، وهو ضدّ الفناء . و «بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ» ؛ أي طاعة اللّه ، أو انتظار ثوابه ، أو الحالة الباقية لكم من الخير، أو ما أبقى لكم من الحلال . و «اُولوٌا بَقِيَّةٍ يَنْهُونَ»۲ ؛ أي إبقاءٍ، أو فهمٍ. وأبقيتُ ما بيننا: لم اُبالغ في إفساده. والاسم: البقيّة. وبَقاهُ بَقْيا: رصده، أو نظر إليه . ۳
وقيل : أراد بالبقيّة هنا من ينتظر وجوده، ويترقّب ظهوره، من قولك: بقيت الرجل بقيّة، إذا انتظرته ورقبته . ۴
(وفيهم العاقبة المحمودة) ؛ وكأنّه إشارة إلى قوله تعالى : «وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»۵ .
وقيل : المراد عاقبة أمر النبوّة والولاية والوصاية . والعاقبة أيضا: آخر كلّ شيء ، وكأنّ المراد بها نبيّنا صلى الله عليه و آله ، وهو آخر الأنبياء، أو المهديّ المنتظر وهو آخر الأوصياء .
ويمكن أن يُراد بها مجيء واحد بعد الآخر، على أن يكون مصدرا، ومنه العاقب، وهو الذي يخلُف من قَبله .
وفي الخبر : «ومن أسماء نبيّنا صلى الله عليه و آله العاقب؛ لأنّه آخر الأنبياء» ۶ . ۷
(وحفظ الميثاق) .
«الميثاق»: العهد، وهم عليهم السلام يحفظون العهد الذي أخذه اللّه تعالى عليهم وعلى غيرهم، وأمرهم بأن يوفوا به .
(وللعلماء ولولاة الأمر استنباط العلم) .
تقديم الظرف للحصر . وفي بعض النسخ: «والعلماء»، وهو معطوف على العاقبة .
قال الفيروزآبادي : «نبط الماء: نبع. والبئر: استخرج ماءها، وكلّ ما أظهر بعد خفاء فقد

1.هود (۱۱) : ۸۶ .

2.هود (۱۱) : ۱۱۶ .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۰۴ (بقي) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۶۲ .

5.الأعراف (۷) : ۱۲۸ ؛ القصص (۲۸) : ۸۳ .

6.لم نعثر على الخبر في الجوامع الروائيّة .

7.القائل هو المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۶۲ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
244

في سورة النساء : «فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكا عَظِيما»۱ . فما في [بعض ]نسخ الكتاب إمّا نقل بالمعنى، أو كان في مصحفهم عليهم السلام كذلك، أو تغيير من الرواة أو من النسّاخ . ۲
(فأمّا الكتاب فهو النبوّة) أي نبوّة الأنبياء .
(وأمّا الحكم فهم الحكماء) ؛ الضمير راجع إلى معنى الحكمة المفهوم ضمنا، والغرض أنّ المراد بالحكمة حكمة الحكماء.
(من الأنبياء من الصفوة).
والحكمة: خروج النفس إلى كمالها الممكن في مباني العلم والعمل . وبعبارة اُخرى هي العلم بالشرائع وأسرار التوحيد ومصالح الدُّنيا والآخرة، والعمل بمقتضاه .
وصفوة الشيء ـ مثلّثة ـ : ما صفا منه . وكلمة «من» في الموضعين بيانيّة، وكونها ابتدائيّة بعيد .
(وأمّا الملك العظيم فهم الأئمّة) أي وجوب طاعتهم .
روى المصنّف رحمه الله في باب أنّ الأئمّة ولاة الأمر، بإسناده عن حمران بن أعين، قال لأبي عبد اللّه عليه السلام : قول اللّه عزّ وجلّ : «فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ» ؟
فقال : «النبوّة» .
قلت : «الْحِكْمَةَ» ؟
قال : «الفهم والقضاء» .
قلت : «وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكا عَظِيما» ؟
فقال : «الطاعة» انتهى . ۳
وكلمة «من» في قوله : (من الصفوة) كما عرفت .
وقوله : (هؤلاء) إشارة إلى الأنبياء والحكماء والأئمّة .
وقوله : (والعلماء) بالجرّ، عطف على الذرّيّة .

1.النساء (۴) : ۵۴ .

2.متن النسخة مضطرب هنا جدّا ، فصحّحناها على القياس .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۰۶ ، ح ۳ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۳۶ ، ح ۷ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181393
صفحه از 624
پرینت  ارسال به