247
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

المطلوب من الإنسان . ۱
(ونجا بنصرتهم) من وساوس الشيطان، وعقوبات النيران .
وقوله عليه السلام : (والمتكلّفين) عطف على «الجهّال» ؛ أي جعل المتكلّفين ولاة أمر اللّه . يُقال : تكلّفت الشيء، إذا تجشّمته، أو أظهرت ما ليس فيك .
(بغير هدىً من اللّه ) ؛ متعلّق بالتكلّف، أو بالجهل . ويحتمل كونه حالاً عن فاعل كلّ منهما، أو كليهما، أو عن «الجهّال» .
(وزعموا أنّهم أهل استنباط علم اللّه ) ؛ يحتمل عطفه على «وضع»، وعود الضمير المرفوع إلى الموصول باعتبار المعنى .
ويحتمل كونه استئنافا ؛ أي وزعم أهل الخلاف أنّ الجهّال والمتكلّفين أهل استنباط علم اللّه .
والفاء في قوله : (فقد كذبوا على اللّه ) جزائيّة على الأوّل، وتفريعيّة على الثاني .
وقوله : (فضل اللّه ) إمّا مصدر، وهو ضدّ النقص . أو بمعنى الفضيلة، وهي الدرجة الرفيعة في الكمال ، وهنا كناية عن ولاية الأمر والإمامة .
وقوله : (ولم يكن لهم حجّة) أي برهان .
(يوم القيامة) في وضع ولاية الأمر في غير الصفوة، واتّباع الجهّال .
وقيل : المراد بالحجّة هنا إمام يدفع عنهم العذاب، ويشفع لهم . ۲
(إنّما الحجّة في آل إبراهيم) أي اتّباع آله الموصوفين بالصفات الآتية، فليس لهم أن يحتجّوا بأنّ من جعلوه إماما وخليفة هو أيضا من آل إبراهيم الذي جعله اللّه حجّة لهم .
(لقول اللّه عزّ ذكره) إلى قوله : «وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكا عَظِيما» .
والملك العظيم إنّما هو الرئاسة العامّة، وإيتاؤه من اللّه لا منهم .
وقوله : (ينطق بذلك) أي يكون الحجّة لهم، لا لغيرهم من الجَهَلة .
وقوله : (وصيّة اللّه ) منصوب على الحاليّة من اسم الإشارة، أو مرفوع على الخبريّة من

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۶۳ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
246

اُنبِط واستُنبِط مجهولين. واستنبط الفقيه: استخرج الفِقه الباطن برأيه واجتهاده» . ۱
والمراد بالعلم علم الكتاب من أسرار التوحيد، وعلم أحكام الدِّين والأخلاق والسياسيّات، وغير ذلك ممّا يختصّ علمه بهم، وهو المسمّى بالحكمة الإلهيّة .
(وللهداة) عطف على قوله : «لولاة الأمر» .
وفي كتاب إكمال الدِّين وغيره: «فَهُمُ العلماء وولاةُ الأمر وأهل استنباط العلم والهداة» . ۲ وفيه إشارة إلى اختصاص الاستنباط بهم، وأنّ كلّ من ليست له قوّة الاستنباط لا يستحقّ أمر الخلافة .
(فهذا) أي استنباط العلم .
(شأن الفُضّل من الصفوة) .
كلمة «من» بيانيّة . و«الفضّل» بالضمّ والتشديد: جمع الفاضل، كركّع وراكع، وكمّل وكامل .
وقوله : (ولاة أمر اللّه ) أي دينه، أو حكمه .
(واستنباط علم اللّه ) عطف على أمر اللّه .
ولعلّ المراد بعلم اللّه الكتب الإلهيّة .
(وأهل آثار علم اللّه ) عطف على الولاة .
وقيل : المراد به السلاح والمعجزات، والإخبار بالمغيبات، وتطهير الظاهر والباطن عن الرذائل، وتزيينها بالفضائل، وتحذير الخلق عن المنهيّات، وإرشادهم إلى الخيرات . ۳
وقوله : (من الآباء) بيان للأنبياء .
وقوله : (فمن اعتصم بالفُضّل) أي المتّصفون بما ذكر من الصفات، وهم أهل البيت صلوات اللّه عليهم .
(انتهى بعلمهم) أي اقتصر به، ولم يتجاوز إلى غيره . أو وصل إليه. والأوّل أظهر .
وقيل : الباء للسببيّة ؛ أي وصل بسبب علمهم إلى الدرجة القصوى والمرتبة العُليا

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۶۲ .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۸۷ (نبط) .

3.كمال الدين ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181394
صفحه از 624
پرینت  ارسال به