271
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وَأَمَّا الْغَابِرُ فَمَزْبُورٌ، ۱
وَأَمَّا الْحَادِثُ فَقَذْفٌ فِي الْقُلُوبِ وَنَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ، وَهُوَ أَفْضَلُ عِلْمِنَا، وَلَا نَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
وَسَأَلْتَ عَنْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِهِمْ، وَعَنْ نِكَاحِهِمْ، وَعَنْ طَلَاقِهِمْ؛ فَأَمَّا أُمَّهَاتُ أَوْلَادِهِمْ فَهُنَّ عَوَاهِرُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، نِكَاحٌ بِغَيْرِ وَلِيٍّ، وَطَلَاقٌ فِي غَيْرِ ۲ عِدَّةٍ. فَأَمَّا ۳ مَنْ دَخَلَ فِي دَعْوَتِنَا، فَقَدْ هَدَمَ إِيمَانُهُ ضَلَالَهُ، وَيَقِينُهُ شَكَّهُ.
وَسَأَلْتَ عَنِ الزَّكَاةِ فِيهِمْ؛ فَمَا كَانَ مِنَ الزَّكَاةِ، فَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِهِ؛ لأنَّا قَدْ حَلَّلْنَا ۴ ذلِكَ لَكُمْ، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ، وَأَيْنَ كَانَ.
وَسَأَلْتَ عَنِ الضُّعَفَاءِ؛ فَالضَّعِيفُ مَنْ لَمْ يُرْفَعْ إِلَيْهِ حُجَّةٌ، وَلَمْ يَعْرِفِ الأْتِلَافَ، فَإِذَا عَرَفَ الأْتِلَافَ، فَلَيْسَ بِضَعِيفٍ.
وَسَأَلْتَ عَنِ الشَّهَادَاتِ لَهُمْ؛ فَأَقِمِ الشَّهَادَةَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَلَوْ عَلى نَفْسِكَ وَالْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ خِفْتَ عَلى أَخِيكَ ضَيْما، فَلَا، وَادْعُ إِلى شَرَائِطِ ۵ اللّهِ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ بِمَعْرِفَتِنَا مَنْ رَجَوْتَ إِجَابَتَهُ، وَلَا تَحْضُرْ حِصْنَ زِنا، ۶ وَوَالِ آلَ مُحَمَّدٍ، وَلَا تَقُلْ لِمَا بُلِّغْتَ ۷ عَنَّا، وَنُسِبَ إِلَيْنَا، هذَا بَاطِلٌ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ مِنَّا خِلَافَهُ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي لِمَا قُلْنَاهُ، وَعَلى أَيِّ وَجْهٍ وَصَفْنَاهُ آمِنْ بِمَا أُخْبِرُكَ، ۸ وَلَا تُفْشِ مَا اسْتَكْتَمْنَاكَ مِنْ خَبَرِكَ؛ ۹ إِنَّ مِنْ وَاجِبِ حَقِّ أَخِيكَ أَنْ لَا تَكْتُمَهُ شَيْئا تَنْفَعُهُ بِهِ لأمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، وَلَا تَحْقِدَ عَلَيْهِ وَإِنْ أَسَاءَ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ إِذَا دَعَاكَ، وَلَا تُخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَدُوِّهِ مِنَ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْكَ، وَعُدْهُ فِي مَرَضِهِ، لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ الْغِشُّ، وَلَا الْأَذى، وَلَا الْخِيَانَةُ، وَلَا

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «فمكتوب».

2.في الحاشية عن بعض النسخ ومرآة العقول : «بغير». وفي بعض نسخ الكافي والوافي : «لغير» .

3.في الطبعة القديمة : «وأمّا» .

4.في الطبعة الجديدة ومعظم النسخ التي قوبلت فيها : «أحللناها» . وفي الوافي وشرح المازندراني : «أحللنا» . وفي مرآة العقول : «فقد أحللنا» بدل «لأنّا قد حلّلنا» .

5.في الحاشية عن بعض النسخ: «صراط».

6.في كلتا الطبعتين : «ولا تحصّن بحصن رياء» بدل «ولاتحضر حصن زنا» .

7.في كلتا الطبعتين : «بلغك» .

8.في الحاشية عن بعض النسخ: «أخبرتك».

9.في الحاشية عن بعض النسخ والوافي: «خيرك».


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
270

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ أَنْزَلَكَ اللّهُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ بِمَنْزِلَةٍ خَاصَّةٍ، وَحَفِظَ مَوَدَّةَ مَا اسْتَرْعَا كَ مِنْ دِينِهِ، وَمَا أَلْهَمَكَ مِنْ رُشْدِكَ، وَبَصَّرَكَ مِنْ أَمْرِ دِينِكَ بِتَفْضِيلِكَ إِيَّاهُمْ، وَبِرَدِّكَ الْأُمُورَ إِلَيْهِمْ.
كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ أُمُورٍ كُنْتُ ۱ مِنْهَا فِي تَقِيَّةٍ، وَمِنْ كِتْمَانِهَا فِي سَعَةٍ، فَلَمَّا انْقَضى سُلْطَانُ الْجَبَابِرَةِ، وَجَاءَ سُلْطَانُ ذِي السُّلْطَانِ الْعَظِيمِ بِفِرَاقِ الدُّنْيَا الْمَذْمُومَةِ إِلى أَهْلِهَا الْعُتَاةِ عَلى خَالِقِهِمْ، رَأَيْتُ أَنْ أُفَسِّرَ لَكَ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، مَخَافَةَ أَنْ يَدْخُلَ الْحَيْرَةُ عَلى ضُعَفَاءِ شِيعَتِنَا مِنْ قِبَلِ جَهَالَتِهِمْ، فَاتَّقِ اللّهَ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ وَخُصَّ بِذلِكَ ۲ الْأَمْرِ أَهْلَهُ، وَاحْذَرْ أَنْ تَكُونَ سَبَبَ بَلِيَّةٍ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ، أَوْ حَارِشا عَلَيْهِمْ بِإِفْشَاءِ مَا اسْتَوْدَعْتُكَ، وَإِظْهَارِ مَا اسْتَكْتَمْتُكَ، وَلَنْ تَفْعَلَ إِنْ شَاءَ اللّهُ؛ إِنَّ أَوَّلَ مَا أُنْهِي إِلَيْكَ: أَنِّي أَنْعى إِلَيْكَ نَفْسِي فِي لَيَالِيَّ هذِهِ، غَيْرَ جَازِعٍ، وَلَا نَادِمٍ، وَلَا شَاكٍّ فِيمَا هُوَ كَائِنٌ مِمَّا قَدْ قَضَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَحَتَمَ، فَاسْتَمْسِكْ بِعُرْوَةِ الدِّينِ آلِ مُحَمَّدٍ، وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الْوَصِيِّ بَعْدَ الْوَصِيِّ، وَالْمُسَالَمَةِ لَهُمْ وَالرِّضَا بِمَا قَالُوا، وَلَا تَلْتَمِسْ دِينَ مَنْ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِكَ، وَلَا تُحِبَّنَّ دِينَهُمْ؛ فَإِنَّهُمُ الْخَائِنُونَ الَّذِينَ خَانُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ، وَخَانُوا أَمَانَاتِهِمْ، وَتَدْرِي مَا خَانُوا أَمَانَاتِهِمُ ائْتُمِنُوا عَلى كِتَابِ اللّهِ، فَحَرَّفُوهُ، وَبَدَّلُوهُ، وَدُلُّوا عَلى وُلَاةِ الْأَمْرِ مِنْهُمْ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُمْ، فَأَذَاقَهُمُ اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ.
وَسَأَلْتَ عَنْ رَجُلَيْنِ اغْتَصَبَا رَجُلاً مَالاً كَانَ يُنْفِقُهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَأَبْنَاءِ السَّبِيلِ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ، فَلَمَّا اغْتَصَبَاهُ ذلِكَ لَمْ يَرْضَيَا حَيْثُ غَصَبَاهُ، حَتّى حَمَّلَاهُ إِيَّاهُ كُرْها فَوْقَ رَقَبَتِهِ إِلى مَنَازِلِهِمَا، فَلَمَّا أَحْرَزَاهُ تَوَلَّيَا إِنْفَاقَهُ؛ أَ يَبْلُغَانِ بِذلِكَ كُفْرا، فَلَعَمْرِي لَقَدْ نَافَقَا قَبْلَ ذلِكَ، وَرَدَّا عَلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ كَلَامَهُ، وَهَزِئَا بِرَسُولِهِ صلى الله عليه و آله ـ وَهُمَا الْكَافِرَانِ ـ عَلَيْهِمَا لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَاللّهِ مَا دَخَلَ قَلْبَ أَحَدٍ مِنْهُمَا شَيْءٌ مِنَ الْاءِيمَانِ مُنْذُ خُرُوجِهِمَا مِنْ حَالَتِهِمَا، ۳ وَمَا ازْدَادَا إِلَا شَكّا كَانَا خَدَّاعَيْنِ مُرْتَابَيْنِ مُنَافِقَيْنِ، حَتّى تَوَفَّتْهُمَا مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إِلى مَحَلِّ الْخِزْيِ فِي دَارِ الْمُقَامِ.
وَسَأَلْتَ عَمَّنْ حَضَرَ ذلِكَ الرَّجُلَ، وَهُوَ يُغْصَبُ مَالُهُ، وَيُوضَعُ عَلى رَقَبَتِهِ، مِنْهُمْ عَارِفٌ وَمُنْكِرٌ، فَأُولئِكَ أَهْلُ الرَّدَّةِ الْأُولى مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ، فَعَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.
وَسَأَلْتَ عَنْ مَبْلَغِ عِلْمِنَا، وَهُوَ عَلى ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ: مَاضٍ، وَغَابِرٌ، وَحَادِثٌ؛ فَأَمَّا الْمَاضِي فَمُفَسَّرٌ،

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «لما» بدل «كنت».

2.في الطبعة القديمة : «لذلك» .

3.في كلتا الطبعتين : «حالتيهما» . وفي حاشية النسخة ومرآة العقول : «جاهليّتهما» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181065
صفحه از 624
پرینت  ارسال به