277
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قال في القاموس : «حرش الضبّ يحرشُه حرشا: صاده، وذلك بأن يحرّك يده على باب جحره ليظنّه حيّة، فيخرج ذنبه ليضربها، فيأخذه . وفلانا : خدشه . والتحريش: الإغراء بين القوم، أو الكلاب» . ۱
وقوله : (بإفشاء ما استودعتُك) متعلّق ب «تكون» ، والباء للسببيّة .
وقوله : (اُنهي إليك) أي أبلغ، من الإنهاء، وهو إبلاغ الخير .
وقوله : (أنعى إليك نفسي) أي اُخبر بموتها . يُقال : نَعيتُ الميّت نَعْيا ونَعيّا ونُعيانا ـ من باب منع ـ إذا أخبرت بموته، فهو منعيّ .
وقوله : (ولا شاكّ)؛ يحتمل كونه بالتخفيف من الشكاية ، أو بالتشديد من الشكّ ؛ أي لا أشكّ في وقوع ما قُضي وقُدّر ، بل أعلمه وأتيقّن به، أو لا أشكّ في خيريّته .
وقال بعض الشارحين :
إنّه عليه السلام نفى أوّلاً عن نفسه القدسيّة الجزع ؛ لأنّ الجزع ـ وهو ضدّ الصبر ـ إمّا لضعفه عن حمل ما نزل به ، أو لشدّة خوفه عمّا يرد عليه بعد الموت ، أو لشدّة حرصه في الدُّنيا وخوف فواتها ، وهو عليه السلام منزّه عن جميع ذلك .
ونفى ثانيا عنها الندامة؛ لأنّها إمّا عن فعل ما لا ينبغي فعله ، أو عن ترك ما لا ينبغي تركه ، وكانت ذاته منزّهة عنهما .
ونفى ثالثا عنها الشكّ؛ لأنّه من لوازم الجهل، وهو عليه السلام معدن العلم ومنبع الحكمة ، وكان عالما بما كان وما يكون إلى يوم القيامة . ۲
وقوله : (آل محمّد) بدل من «العروة» .
وقوله : (الوصيّ بعد الوصيّ) بدل من العروة الثانية ، ومآل الفقرتين واحد .
قال الفيروزآبادي : «العروة من الدلو والكوز: المقبض . ومن الثوب: اُخت زِره» . ۳
وقيل : شبّه آل محمّد والوصيّ منهم بالعروة في أنّ التمسّك بهم حامل للدِّين، شاربٌ من زلاله ، ووصفها بالوثقى على التوشيح؛ للتنبيه على أحكامها، وصحّة الائتمان بها حيث لا يعتبر

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۶۸ (حرش) مع التلخيص .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۷۴ .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۶۱ (عرو) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
276

الفيروزآبادي :
السُّلطان: الحجّة، وقدرة الملك ـ وتضمّ لامه ـ والوالي، مؤنّث ؛ لأنّه جمع سليط للدُّهن، كأنّ به يُضيء الملك ، أو لأنّه بمعنى الحجّة . وقد يذكّر ذهابا إلى معنى الرجل. والسلطان من كلّ شيء: شدّته . انتهى . ۱
وغرضه عليه السلام : أنّي كنت في تقيّة ومماشاة مع سلاطين الجور وتبعتهم ، ولذا تأخّر جواب كتابك ، وأمّا الآن فقد بلغ أجلي، وانقضت أيّامي، فلا أتّقي الآن أحدا لانقضاء ما يتعلّق بالتقيّة من المصالح .
(وحاء سلطان ذي السلطان العظيم) .
المراد بذي السلطان العظيم هو اللّه جلّ شأنه ، وبسلطانه الموت ؛ يعني دنا الموت، وانقضى تسلّط الجبابرة، وبطلت قدرتهم واستيلاؤهم عليَّ، فلا أخاف الآن من سلطانهم ، كما أشار إليه بقوله : (بفراق الدُّنيا المذمومة إلى أهلها) أي عندهم .
وقيل : لعلّ المراد أنّها مذمومة بما يصل منها إلى أهلها الذين ركنوا إليها، كما يُقال : استذمّ إليه؛ أي فعل ما يذمّه على فعله .
ويحتمل أن يكون «إلى» بمعنى اللّام ؛ أي إنّما هي لهم بئست الدار ، وأمّا للصالحين فنعمت الدار؛ فإنّ فيها يتزوّدون لدار القرار . ۲
وقوله : (العُتاة) جمع العاتي، وهو المستكبر المجاوز عن الحدّ .
وقوله : (رأيتُ) جواب «لمّا» .
وقوله : (ضعفاء شيعتنا) أي جهّالهم، كما يشعر به قوله : (من قبل جهالتهم) . وأمّا العقلاء منهم فهم بُرآء من الحيرة والضلالة .
وقوله : (خُصَّ) على صيغة الأمر . والمراد بذلك الأمر أمر الولاية والإمامة .
(واحذر أن تكون سبب بليّة على الأوصياء) بإفشاء سرّهم، وإنكار ولايتهم ، والبليّة: اسم من قولك : بلوته بَلوا وبلاءً، إذا اختبرته ، والمراد بها هنا المصيبة .
(أو حارشا عليهم) أي خادعا، أو مُغريا على ضررهم .

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۹۷ .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۶۵ (سلط) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181299
صفحه از 624
پرینت  ارسال به