289
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

بالجواب، وغضب» . ۱
قيل : المراد: لا تحضر حصنا توقد فيه نار الفتنة على أهل البيت عليهم السلام . ۲
وقرأ بعض الفضلاء: «لا تحضر حِضْنَ زنى» بالضّاد المعجمة . وقال في شرحه:
الحضور معروف، وقد يأتي بمعنى النزول والسكون، ومنه الحاضر ، لمن نزل على ما يقيم به، ولا يرحل عنه . والحِضن، بكسر الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة: الجانب، والناحية . وإضافته إلى زنى؛ لكثرة وقوعه فيه، وإنّما نهى عن حضور ناحيتهم وسكونه فيها؛ لأنّه يستلزم مشاهدة منكراتهم الثقيلة على المؤمن، وميل الطبع إلى طبائعهم الشريرة، وهي أثقل وأشدّ عليه . ۳
(ووالِ آل محمّد) .
الموالاة: ضدّ المعاداة .
وقوله : (بُلّغتْ) بصيغة المخاطب المجهول، من التبليغ .
وقوله: (آمن بما اُخبرك) .
في بعض النسخ: «بما أخبرتك» . والمراد بالإيمان الإذعان والتصديق الذي يستتبع العمل .
(ولا تُفش) من الإفشاء، وهو الإذاعة .
(بما استكتمناك) .
في بعض النسخ: «ما»، وهو أظهر . وعلى نسخة الأصل الباء للتقوية .
(من خَبَرك) .
في بعض النسخ: «خيرك» بالياء المثنّاة التحتانيّة ؛ أي ممّا يكون خيرك في كتمانه ، أو أراد بالخير الاُمور الحقّة المختصّة بأهل الحقّ . ولعلّ استكتامه لعدم لحوق الضرر به وبإخوانه .
(إنّ من واجب حقّ أخيك) ؛ يعني في الدِّين .
(أن لا تكتمه شيئا تنفعه) أي توصل إليه النفع .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۷۹ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۹۸ (زند) .

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۰۲ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
288

يلزم معرفته عليهم من اُصول الدِّين وفروعه ملتبسا بمعرفتنا . فيدلّ على اشتراط الإيمان في الداعي .
أو بما عرّفناك من طريق الدعوة وآدابها . فيدلّ على اشتراط علم الداعي وفقهه بما يدعو إليه .
وعلى التقديرين فيه إشعار بأنّه لا يمكن الوصول إلى تلك الشرائط إلّا بمعرفتهم .
وقيل : أي ادع إلى الشرائط التي اشترطها اللّه على الناس بسبب معرفة الأئمّة عن ولايتهم ومحبّتهم وطاعتهم، والتبرّي من أعدائهم ومخالفيهم .
قال : ويحتمل أن يكون المراد بالشرائط الوعد والوعيد، والتأكيد والتهديد الذي ورد في أصل المعرفة وتركها . ۱
(ولا تحضر حصن زنى) .
الحِصن، بالكسر: كلّ موضع حَصين لا يوصل إلى جوفه . وتحصّن؛ أي صار حصانا .
والظاهر أنّ المراد النهي عن الحضور في البقاع والمواضع التي يوقع فيها الزنى . أو عن الحضور في مجالس الزُّناة .
وقيل : المراد به النهي عن ارتكاب الزنى بأبلغ وجه ۲ ، نظير قوله تعالى : «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنى»۳
؛ فإنّ المقصود النهي عن ارتكابه .
وقيل : يمكن أن يقرأ: «زنّاء» بالتشديد؛ أي هؤلاء المرتكبين للزنى بغصب حقوق أهل البيت عليهم السلام . ۴
وفي بعض النسخ : «ولا تَحصّن بحِصن رياء» . قيل : أي لا تتحصّن من ملامة الخلق بحصن الأعمال الريائيّة . ۵
وفي بعضها : «ولا تحضر حصن زناد آل محمّد» . قال الفيروزآبادي : «الزَّنَد: العُود الذي يُقدَح به النار. الجمع: زنّاد. وزنّد تزنيدا: كَذَب، وعاقب فوق حقّه. وتزنّد: ضاق

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۰۱ .

2.الإسراء (۱۷) : ۳۲ .

3.اُنظر : مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۰۲ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179558
صفحه از 624
پرینت  ارسال به