291
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(ولا الخيانة) ؛ هي أن يُؤتمن الإنسان فلا ينصح .
وقيل : ترك ما يجب حفظه ورعايته من حقوق اللّه وحقوق الناس، وهي كما تجري في أفعال الجوارح، كذلك تجري في أفعال القلوب . ۱
(ولا الخَنَا ولا الفحش) .
الخنا، بالقصر: الفحش . قاله الجوهري . ۲
ويفهم من كلام صاحب النهاية أنّه أخصّ من الفحش؛ فإنّه قال : الخنا: الفحش من القول، والفحش يكون في القول والفعل، وهو القبيح مطلقا، أو ما يشتدّ قبحه من الذنوب والمعاصي . ۳
وفي القاموس: «الفاحشة: الزنى، وكلّ ما يشتدّ قبحه من الذنوب، وكلّ ما نهى اللّه ـ عزّ وجلّ ـ عنه . والفحشاء: البخل في أداء الزكاة. وقد فحش ـ ككرم ـ فُحشا، والفحش: عدوان الجواب» . ۴
وقوله : (آمُر به) على صيغة المتكلّم ، والجملة حال عن الخصال المذكورة ؛ أي ليس تلك الاُمور من أخلاق المؤمنين حتّى آمر بها أن توقعوها بالنسبة إلى أحدٍ، وإن كان مخالفا . أو المراد أنّها ليست من أخلاق المؤمنين ، وأنّي آمُرُ بتركها .
وعلى التقديرين إفراد الضمير باعتبار كلّ واحدٍ منها . ويحتمل تعلّقه بالأخير منها فقط . ولا يبعد حمله على الاستفهام الإنكاري؛ أي إذا لم تكن تلك من أخلاق المؤمنين، فكيف آمُرُ بها ؟
وفي بعض النسخ : «ولا الأمرُ به» .
(فإذا رأيت المُشَوّه الأعرابي) .
في القاموس: «شوّهه اللّه ؛ أي قبّح وجهه» . ۵
وقيل : يمكن أن يكون المراد بالأعرابي السفياني . قال : وقد يُطلق الأعرابي على من

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۸۰ .

2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۳۲ (خنا) .

3.اُنظر : النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۱۵ (خنا) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۸۲ (فحش) .

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۸۷ (شوه) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
290

(به لأمر دنياه وآخرته)، ولا تلجئه في ذلك إلى السؤال .
وفي هذا الكلام تنبيه إلى أنّ الكتمان إنّما يكون بالنسبة إلى غير المؤمن .
(ولا تحقد عليه) ؛ عطف على قوله : «لا تكتمه» . وتحتمل كونه على صيغة النهي .
والحقد ، بالكسر والفتح وبالتحريك: الضِّغن، وهو إمساك العداوة في الضمير، والتربّص لفرصتها . وفعله كضرب وفرح . وهذه الخِصلة تنشأ من الطغيان في القوّة الغضبيّة .
(وأجِبْ دعوته إذا دعاك) ؛ للضيافة، أو لجلب نفع، أو دفع ضرر .
(ولا تُخل بينه وبين عدوّه) أي لا تخذله في يد عدوّه ، بل انصره، وادفع عنه كيفما أمكن .
قال الجوهري : «أخليت؛ أي خلوتُ. وأخْليت غيري ـ يتعدّى ولا يتعدّى ـ وخلّيت عنه، وخلّيت سبيله، فهو مُخلًّى» . ۱
(وإن كان أقرب إليه منك) ؛ الظاهر كون «كان» ناقصة، والمستتر فيها راجعا إلى العدوّ، وضمير «إليه» إلى الأخ .
والمراد بالعدوّ من كان له عداوة دينيّة . ويحتمل الأعمّ ؛ أي وإن كان ذلك العدوّ أقرب إليه منك في النسب ، فكيف إذا كنت أقرب إليه منه ؛ لأنّ تلك النصرة من مقتضى الإيمان وواجب حقوق الإخوان، ولا يؤثّر فيه القرب والبُعد.
ولك أن تجعل كلمة «كان» تامّة، و«أقرب» فاعله؛ أي وإن وجد لنصرته ودفع شرّ العدوّ عنه من هو أقرب إليه منك ، فلا تكل أمره إليه، بل أعِنْهُ بنفسك ، فكيف إن لم يوجد ؟
(وعُدْهُ في مرضه) .
العودُ والعيادة: زيارة المريض، وفعلها كقال .
وقوله : (الغشّ) بالفتح، خلاف النصيحة. وبالكسر الاسم منه. يقال: غشّه ـ كمدّه ـ غشّا، إذا لم يمحضه النصح، أو أظهر خلاف ما أضمر . والغشّ أيضا: الغلّ، والحقد .
(ولا الأذى) ؛ يفهم من كلام الجوهري أنّ «أذىً» اسم من الإيذاء، وهو إيصال المكروه . ۲
وقيل : هو اسم لما يؤذي مطلقا، كالضرب، والشتم، والغيبة، ونحوها . ۳

1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۳۲ (خلا) .

2.راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۶۶ (إذا) .

3.اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۱۲ ، ص ۸۰ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179490
صفحه از 624
پرینت  ارسال به