311
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقيل : لعلّه بيان وتفسير، أو بدل لقوله «ذلك» . أو الباء للسببيّة ، وفيه مقدّرة؛ أي يسلّم ذلك له بأن يبعث إليه من يعطيه بيده . ۱
وفي كثير من النسخ: «ثمّ تناولني بيده» .
وقوله : (وإن كان صاحبكم) ؛ يعني أمير المؤمنين عليه السلام . و«إن» مخفّفة .
(ليجلس جِلسة العبد) .
الجلسة ـ بالكسر ـ مصدر للنوع، ويظهر من بعض الأخبار أنّ جلسة العبد الجثوّ على الركبتين .
وقال بعض العلماء : «إنّها الجلوس متورّكا» .
وقيل : المقصود أنّه عليه السلام كان يجلس على التراب والجلود، ولم يكن له بساط وفرش مزيّنة ؛ لا لأنّه لم يجدها، بل للتواضع للّه تعالى . ۲
(ويأكل أكلة العبد) .
الأكلة، بالفتح: المرّة من الأكل . وبالضمّ: اللُّقمة، والقُرصة، والطُّعمة، وهي ما يطعم .
ولعلّ المراد بأكلة العبد الأكل على الحضيض من غير أن يجلس على فرش مختصّ به، أو من غير خوان يضع الطعام عليه .
وقيل : المقصود أنّ طعامه كان خشنا غليظا، أو بلا اُدم . ۳
وقوله : (القميص السنبلاني) .
في القاموس : «قميص سُنبلانيّ: سابغ الطول . أو منسوب إلى بلاد بالروم . وسَنْبَلَ ثوبَه؛ أي جرّه من خلفه أو أمامه . وسُنبلان وسُنبُل: بلدان بالروم بينهما عشرون فرسخا، الكتاب السَّنبلاني» . ۴
قال الجزري : «السَّنبَل، بالتحريك: الثياب المُسبَلَة، كالرَّسَل والنَّشَر في المرسلة والمنشورة . وقيل : إنّها أغلظ ما يكون من الثياب يتّخذ من مشاقة الكتّان» . ۵

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۱۱ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲ ، ص ۹۰ و ۹۱ .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۹۱ .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۹۸ (سنبل) مع اختلاف يسير و زيادة .

5.النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۳۹ (سبل) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
310

قال الجوهري : «أَجَزْته: أنفذته. وأجازه بجائزة: أعطاه» . ۱
وقوله : (بمفاتيح خزائن الأرض) ؛ كأنّه كناية عن إعطاء تلك الأرض إيّاه، وسلطنته على أهلها، والبقاء فيها، ودوام التمتّع بنعمها ، فاختار صلى الله عليه و آله الفقر والموت تواضعا للّه ، ورجاءً للقائه، وترجيحا لسلطنة الآخرة ونعيمها .
وقوله : (وإن لم يكن) أي وإن لم يوجد عنده شيء .
(قال : يكون) أي يكون ويمكن أن يعطيك اللّه . أو يكون ويمكن أن يوجد عندنا فنعطيك .
(وما أعطى) ؛ على بناء الفاعل .
(على اللّه شيئا) أي معتمدا ومتوكّلاً عليه تعالى .
وقيل : يحتمل أن تكون «على» بمعنى «عن»؛ أي عنه تعالى ومن قِبَلهِ . ۲
(قطّ) .
في القاموس: «ما رأيته قَطّ ـ ويضمّ ويخفّف ـ وقطّ ـ مشدّدة ومجرورة ـ بمعنى الدهر، مخصوص بالماضي فيما مضى من الزمان، أو فيما انقطع من عمري» . ۳
(إلّا سلّم ذلك إليه) .
«سلّم» على بناء الفاعل، والمستتر فيه راجع إلى اللّه وإليه صلى الله عليه و آله .
ويحتمل كونه على بناء المفعول، و«ذلك» إشارة إلى الشيء ، وضمير «إليه» راجع إلى المُعطى له .
ويحتمل إرجاعه إليه صلى الله عليه و آله ؛ أي سلّم اللّه ذلك الشيء إليه ليعطي من وعده به .
وقوله : (من يناوله بيده) ۴ .
يحتمل أن يكون الموصول بدلاً من الضمير في «له» ، والجارّ متعلّقا ب «سلّم»، والضمير المجرور راجعا إلى اللّه ؛ أي سلّم اللّه الجنّة بيده لمن يناوله الرسول صلى الله عليه و آله ويَعِده . ولا يبعد إرجاع الضمير المجرور إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فتدبّر .

1.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۸۷۱ (جوز) مع اختلاف يسير.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۱۱ .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۸۰ (قطط) .

4.في المتن الذي ضبطه الشارح رحمه الله سابقا : «ثمّ تناولني بيده» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181068
صفحه از 624
پرینت  ارسال به