35
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

والظاهر أنّ الضمائر في قوله : (ثمّ حسر) إلى قوله : (وصدره) للشيخ، إلّا البارز في «يده»؛ فإنّه راجع إلى أبي جعفر عليه السلام .
وفيه احتمالان آخران ؛ يُقال : حسر كمّه عن ذراعيه، كنصر وضرب ؛ أي كشفه، يعني كشف الشيخ الثوب عن بطنه وصدره، ووضع يد أبي جعفر عليه السلام عليهما للتيمّن والتبرّك والتشرّف والتخلّص من وسوسة الشيطان وعقوبة النيران . ۱
وقوله : (ثمّ قام، فقال : السلام عليكم) .
قيل : دلَّ على أنّه ينبغي للخارج من المجلس أن يسلّم على أهله جميعا ۲ . وفيه تأمّل .
وقوله : (لم أرَ مَأتما) إلى آخره ؛ يعني من أجل كثرة البكاء .
في القاموس: «المأتَم، كمقعد: كلّ مجتمع في حزن أو فرح، أو خاصّ بالنساء، أو بالشوابّ» . ۳
وقال الجوهري : «المأتم عند العرب: النساء يجتمعن في الخير والشرّ . والجمع: المآتم . وعند العامّة: المصيبة. تقول : كنّا في مأتم فلان» . ۴

متن الحديث الواحد والثلاثين

۰.عَنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى۵، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«كَانَ رَجُلٌ يَبِيعُ الزَّيْتَ، وَكَانَ يُحِبُّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله حُبّا شَدِيدا، كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ فِي حَاجَتِهِ لَمْ يَمْضِ حَتّى يَنْظُرَ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، قَدْ ۶ عُرِفَ ذلِكَ مِنْهُ، فَإِذَا جَاءَ تَطَاوَلَ لَهُ حَتّى يَنْظُرَ إِلَيْهِ حَتّى إِذَا كَانَ ذَاتُ يَوْمٍ دَخَلَ عَلَيْهِ، فَتَطَاوَلَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى نَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ مَضى فِي حَاجَتِهِ، فَلَمْ يَكُنْ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ رَجَعَ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَدْ فَعَلَ ذلِكَ، أَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ: اجْلِسْ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ،

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۱۷ .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه اللهفي مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۷۸ .

3.القاموس المحيط ، ، ج ۴ ، ص ۷۲ (أتم).

4.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۵۷ (أتم) .

5.في الوافي : «أحمد بن محمّد ، عن ابن عيسي» بدل «أحمد بن محمّد بن عيسى» .

6.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي والوافي . وفي الطبعتين وأكثر نسخ الكافي : «وقد» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
34

ولعلّ المراد هاهنا أعلى درجات الجنان . ۱
وقيل : استعار لفظ «السنام» لأشرف مرتبة من مراتب الإنسانيّة، وأرفع درجة من درجات الكرامة الربّانيّة، ثمّ وصفها بالأعلى ترشيحا لها وتصريحا بعلوّها . ۲
وقوله : (كيف قلتَ) .
ليس السؤال محمولاً على ظاهره، وهو الاستفهام، بل للتشوّق بسماعه ثانيا .
وقوله : (اُسْتَقْبَلُ) على صيغة المتكلّم المجهول .
وقوله : (ينتحب ، ينشِج) .
في بعض النسخ: «وينشج» بالواو. وفي بعضها: «ينتحب ينشج» .
وعلى نسخة الأصل «ينشج» حال من فاعل «ينتحب» . قال الجزري : «النحيب والنحب والانتحاب: البُكاء بصوت طويل» . ۳
وقال : «النشيج: صوت معه توجّع وبكاء، كما يردّد الصبيّ بكاءه في صدره . وقد نشج يَنشج نشيجا» . ۴
وقوله : (ها ها ها) حكاية عن صوت البكاء .
وقوله : (حَماليق عينيه) .
الظاهر أنّ الضمير راجع إلى الشيخ .
في القاموس:
حملاق العين، بالكسر والضمّ، وكعصفور: باطن أجفانها الذي يسوّد بالكحلة، أو ما غطّته الأجفان من بياض المقلة، أو باطن الجفن الأحمر الذي إذا قلب للكحل بدت حمرته ، أو ما لزق بالعين من موضع الكحل من باطن . والجمع: الحماليق . ۵
(ويَنفُضُها) .
الضمير للدموع . يُقال : نفض الثوب وغيره: حرّكه، لينتفض ، ويذهب ما فيه من الغبار ونحوه .

1.كما قاله العلّامة المجلسي رحمه اللهفي مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۷۷ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۱۷ .

3.النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۷ (نحب) .

4.النهاية ، ج ۵ ، ص ۵۳ (نشج) .

5.القاموس المحيط ، ، ج ۳ ، ص ۲۲۴ (حملق) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 159809
صفحه از 624
پرینت  ارسال به