37
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

والانتعال : لبس النعال .
والدُكّان، كرمّان: بناء يسطّح أعلاه للمقعد .
والجيرة، بالكسر: جمع الجار، وهو المجاور والشريك في التجارة .
وفي القاموس:
رهقه، كفرح: غشيه، ولحقه، أو دنا منه سواء أخذه أو لم يأخذه . والرهق، محرّكة: السفه ، والنوك، ۱ والخفّة، وركوب الشرّ، والظلم، وغشيان المحارم، واسم من الإرهاق ـ وهو أن يحمل الإنسان ما لا يطيقه ـ والكذب، والعجلة. رهق، كفرح في الكلّ، وكمعظّم: الموصوف بالرهق، ومَنْ يظنّ به السوء . انتهى . ۲
ولمجيء الرهق بهذه المعاني بيّن عليه السلام ما هو المقصود منه هنا بقوله : (يعنون) أي يقصدون بقولهم: يرهق .
(يتبع النساء) .
في القاموس: «تبعه ـ كفرح ـ تبعا وتباعة: مشى خلفه، ومرَّ به فمضى معه. وتِبْعُ المرأة، بالكسر: عاشقها، وتابِعُها، وأتبعتهم : تبعتهم، وذلك إذا كانوا سبقوك فلحقتهم » ۳ انتهى .
قيل : المراد هنا أنّه كان مائلاً إلى ملامستهنّ، ولا يلزم أن يكون ذلك على وجه الحرام مع احتماله . ۴
ويفهم من قوله صلى الله عليه و آله : (لو كان نخّاسا لغفر اللّه له) ذمّ عظيم للنخّاس، وهو بيّاع الدوابّ والرقيق.
وقد وردت في ذمّه روايات اُخر ، ويفهم من بعضها تخصيص الذمّ ببيّاع الرقيق فقط، وأنّه قاسي القلب لا يبالي بالتدليس وبيع الأحرار .
وقد روي عن الباقر عليه السلام أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : «إنّ شرّ الناس مَن باع الناس» . ۵

1.في الحاشية: «النوك، بالضمّ والفتح: الحمق . القاموس». القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۲۲ (نوك).

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۳۹ (رهق) مع تلخيص .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۹ (تبع) مع التلخيص .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۱۸ .

5.الكافي ، ج ۵ ، ص ۱۱۴ ، ح ۴ ؛ التهذيب ، ج ۶ ، ص ۳۶۲ ، ح ۱۰۳۷ ؛ الاستبصار ، ج ۳ ، ص ۶۳ ، ح ۲۰۸ ؛ علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۵۳۰ ، ح ۱ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
36

فَقَالَ: مَا لَكَ فَعَلْتَ الْيَوْمَ شَيْئا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ قَبْلَ ذلِكَ؟
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّا، لَغَشِيَ قَلْبِي شَيْءٌ مِنْ ذِكْرِكَ حَتّى مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِيَ فِي حَاجَتِي، حَتّى رَجَعْتُ إِلَيْكَ، فَدَعَا لَهُ، وَقَالَ لَهُ خَيْرا، ثُمَّ مَكَثَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَيَّاما لَا يَرَاهُ، فَلَمَّا فَقَدَهُ سَأَلَ عَنْهُ.
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، مَا رَأَيْنَاهُ مُنْذُ أَيَّامٍ، فَانْتَعَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَانْتَعَلَ مَعَهُ أَصْحَابُهُ، وَانْطَلَقَ حَتّى أَتى ۱ سُوقَ الزَّيْتِ، فَإِذَا دُكَّانُ الرَّجُلِ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَسَأَلَ عَنْهُ جِيرَتَهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ، مَاتَ، وَلَقَدْ كَانَ عِنْدَنَا أَمِينا صَدُوقا إِلَا أَنَّهُ قَدْ كَانَ فِيهِ خَصْلَةٌ. قَالَ: وَمَا هِيَ؟
قَالُوا: كَانَ يَرْهَقُ يَعْنُونَ يَتْبَعُ النِّسَاءَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : رَحِمَهُ اللّهُ، وَاللّهِ لَقَدْ كَانَ يُحِبُّنِي حُبّا لَوْ كَانَ نَخَّاسا لَغَفَرَ اللّهُ لَهُ».

شرح

السند مرسل .
قوله : (قد عُرف ذلك منه) أي صار ذلك منه معروفا بين الناس .
هذا إن قرئ «عرف» على بناء المفعول . وإن قرئ على بناء الفاعل، فمعناه: عرف رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذلك منه في ذهابه ومجيئه .
(فإذا جاء تطاول له لينظر ۲ إليه) .
يُقال : تطاول واستطال، إذا ارتفع ومدَّ عنقه لينظر إلى شيء بعيد، وبينه وبينه حائل .
والظاهر أنّ المستتر في «جاء» و«تطاول» راجع إلى الرجل، والبارز في «له» إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ويحتمل العكس ؛ أي كان إذا جاء هذا الرجل تطاول رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ومدَّ عنقه من بين الناس ليراه الرجل . والثاني أنسب بقوله : (حتّى إذا كان ذات يوم) إلى آخره .
وقوله : (لغشي قلبي شيءٌ من ذكرك) أي من تذكّر لك وغلبة محبّتك .
قال الجوهري : «غشيه غشيانا، أي جاءه» . ۳

1.في الطبعة القديمة : «أتوا» . وفي حاشية النسخة عن بعض نسخ الكافي : «انتهى» .

2.في المتن الذي نقله الشارح رحمه اللهسابقا : «حتّى ينظر» .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۴۷ (غشا) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 161209
صفحه از 624
پرینت  ارسال به