وقوله : (المُشرِق بالنور) ؛ صفة ثانية للوجه، أو صفة للصاحب . يُقال : أشرق وجهه؛ أي أضاء، وتلألأ حُسنا .
والمراد هنا النور الظاهر لكمال حُسنه، أو الأعمّ منه ومن نور العلم والحكمة .
(الطاهر القلب) ؛ صفة للصاحب .
وكذا قوله : (الشديد البأس) .
البأس: العذاب ، والشدّة في الحرب، والقوّة، والشجاعة .
(الحييّ المتكرّم) أي لا يتصدّى لشيء من المقابح حياءً، ولا يفوت شيئا من المكارم والمحاسن تكرّما وتنزّها .
قال الفيروزآبادي : «الحياء، بالمدّ: التّؤبة، والحِشمة. حَيى منه حَياءً، واستحيا منه، واستحياه، فهو حَييّ، كغنيّ، ذو حياء» . ۱
وقال : «التُؤبة: العار» . ۲
وقال : «تكرّم عنه وتكارم : تنزّه» . ۳
(فإنّه رحمةً للعالمين) .
قال بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى : «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»۴ :
إنّه رحمة للمؤمنين والكافرين ؛ أمّا الأوّل فلأنّ ما بُعِث به سبب لإسعادهم، وموجب لصلاح معاشهم ومعادهم . وأمّا الثاني فلأمنهم من الخسف والمسخ وعذاب الاستئصال . ۵
وقيل : كونه رحمةً للعالمين أنّه سبب لإيجاد العالم، أو أنّه سبب لنجاة الخلائق يوم القيامة . ۶
(وسيّد وُلد آدم) .
ذكره بعد سيّد المرسلين من باب التعميم بعد التخصيص . والولد، محرّكه، وبالضمّ والكسر والفتح: واحد وجمع، وقد يجمع على أولاد .
1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۲۴ .
2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۲۲ (حيأ) .
3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۳۵ (وأب) .
4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۷۰ (كرم) .
5.الأنبياء (۲۱) : ۱۰۷ .
6.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ .