(أن تُخبر به بني إسرائيل) ؛ لعلّه بدل اشتمال من قوله : «بسيّد المرسلين»، فهو المقصود الأصلي بالوصيّة.
أو التقدير: أخبرك به، أو أوصيك به؛ لأن تخبر به بني إسرائيل .
وقيل : يحتمل كون الشرط والجزاء محذوفا بقرينة المقام؛ يعني أن تخبر به، فقد بلّغت رسالتي، أو نحو ذلك . ۱
وفي الأمالي : «يا عيسى آمرك أن تخبر به . قال عيسى : إلهي، مَن هو؟ قال : يا عيسى، ارضه، فلك الرضا . قال : اللّهمَّ رضيت، فمَن هو؟ قال : محمّد رسول اللّه » انتهى . ۲
ويظهر منه أنّ في نسخ الكتاب سقطا وتحريفا . واللّه أعلم .
وقوله : (إلهي مَن هو)؛ الظاهر أنّ السؤال عن خصوص اسمه العَلَم المشتهر به، بعد العِلم ببعض خصوصيّاته السابقة .
(حتّى اُرضيه) من الإرضاء؛ أي أجعلهُ راضيا عنّي بالإيمان به قبل رؤيته ، أو بالتنويه باسمه، أو بأمر الاُمّة بنصرته بعد بعثته .
(فلك الرِّضا) ؛ لعلّ المراد: فيحصل بإرضائه رضاك، أو فأنت راضية بأن اُرضيه .
وقوله : (إلى الناس كافّة) .
قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى : «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَا كَافَّةً لِلنَّاسِ»۳ :
أي إلّا إرساله عامّة لهم، من الكفّ؛ فإنّها إذا عمّتهم، فقد كفّتهم أن يخرج منها أحدٌ منهم. أو إلّا جامعا لهم في الإبلاغ ؛ فهي حال من الكاف، والتاء للمبالغة، ولا يجوز جعلها حالاً من الناس على المختار . انتهى . ۴
وقيل : يحتمل نصبه على المصدر، ومعناه: يكفّهم عن الغير، أو عن السؤال في اُمور دينهم ودنياهم كافّة؛ لأنّه يجيء بمقدار حاجتهم من غير نقص . ۵
قال الجوهري : «الكافّة: الجميع من الناس. يُقال: لقيتهم كافّة؛ أي كلّهم» . ۶
1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۳۵ .
2.الأمالي للصدوق، ص ۵۱۷ ، ح ۱ .
3.سبأ (۳۴) : ۲۸ .
4.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۴۰۱ .
5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۲۵ .
6.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۲۲ (كفف) .