383
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقوله : (حتّى يروا البركة) أي النماء، والزيادة، والخير في آفاق الأرض .
(واُبارك لهم فيما وضع يده عليه) ؛ حيث وضع يده على طعام قليل، فأشبع به جمّا غفيرا، وعلى ماءٍ قليل فأروى به خَلقا كثيرا .
وهذه المعجزة من معجزاته صلى الله عليه و آله مشهور ، وفي كتب الأخبار والسِّير مسطور .
وقوله : (قليل الأولاد) ؛ يعني أولاده الأوّليّة، وإنّما كثر أولاد أولاده .
(يسكن بكّة) من حين ولادته إلى أوان هجرته .
وفي القاموس: «بكّهُ : خرقه، وفرّقه، وفسخه. وفلانا: زاحمه، أو رحمه، ضدّ، ورد نخوته، ووضعه. وعنقُه: دقّها. ومنه بكّة لمكّة، أو لما بين جبليها، أو للمطاف؛ لدقّها أعناق الجبابرة، أو لازدحام الناس بها» . ۱
(موضع أساس إبراهيم) .
في القاموس: «الاسّ، مثلّثة: أصل البناء، كالأساس، وأصل كلّ شيء. الجمع: أساس، كقياس، وقُذُل، وأسباب» . ۲
وقوله : (دينه الحنيفيّة) .
في النهاية : «الحنيف: هو المائل إلى الإسلام الثابت عليه . والحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم عليه السلام . وأصل الحنيف: الميل، ومنه الحديث: بُعثتُ بالحنيفيّة السمحة» . ۳
(وقبلته يمانيّة) .
في النهاية : «فيه: الإيمان يمان، والحكمة يمانيّة . إنّما قال ذلك؛ لأنّ الإيمان بدأ من مكّة، وهي من تهامة، وتهامة من أرض اليمن ، ولهذا يُقال: الكعبة اليمانيّة» . ۴
(فهو من حزبي) .
الحِزب، بالكسر: جماعة الناس. والقوم يجتمعون لأمرٍ حزَّ بهم؛ أي نابهم، واشتدّ عليهم ، وجُند الرجل، وأصحابه الذين هم على رأيه . وحزب اللّه : أعوان دينه باللِّسان والقلب واليد .
(وأنا معه) بالنصرة، والعصمة، والمعونة .

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۹۵ (بكك) .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۹۷ (أسس) .

3.النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۵۱ (حنف) .

4.النهاية ، ج ۵ ، ص ۳۰۰ (يمن) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
382

وقوله : (وأحضرهم شفاعة) أي أكثر حضورا له، فيكون كناية عن كثرتها. ويحتمل كونه من الحُضر ـ بالضمّ ـ وهو العَدوْ؛ أي أسرعهم، وأعجلهم .
(طوبى له من نبيّ) ؛ الظاهر أنّ الظرف الأخير تميز عن نسبة «طوبى» إليه صلى الله عليه و آله ، واستعمال التميز ب «من» شائع، إذا لم يكن تميزا للعدد، ولا فاعلاً في المعنى، نحو : غرست الأرض من شجر ، بخلاف: طاب زيد من نفس .
قال ابن مالك : واُجوّز بمن، إن شئت غير ذي العدد . والفاعل المعنى، كطِب نفسا تُفَدْ .
وقوله : (ويستغفر له) ؛ كأنّ المراد بالاستغفار إظهار شرفه وكونه مغفورا عند اللّه ، مطهّرا من الذنوب، أو طلب المغفرة لاُمّته .
وقوله : (مَيمون) ؛ من اليُمن ـ بالضمّ ـ وهو البركة والخير، كالميمنة . وفعله كعلم ، وعني، وجعل، وكرم. يَمُنَ على قومه، فهو ميمون، إذا صار مباركا عليهم .
وفي بعض النسخ : «مأمون» .
(طيّب مطيّب) ؛ لعلّ المراد بكونه طيّبا أنّه خُلق من طينة طيّبة، أو طهارته وتخليته من الأرجاس الشيطانيّة والأخلاق الذميمة والأفعال القبيحة. وبكونه مطيّبا على صيغة المفعول من التطيّب كونه مطهّرا من النقائص والرذائل ، أو تحليته بفضائل الأعمال ومكارم الأخلاق .
ويحتمل كونه بصيغة الفاعل ؛ أي مطهِّر لمن تبعه .
(خير الباقين عندي) أي من صدق عليه البقاء في أحد الأزمنة، فيشمل السالفين واللاحقين .
(يكون في آخر الزمان) ؛ لانقطاع الزمان باُمّته ودينه وشريعته .
وقوله : (عَزاليها) بفتح اللّام وكسرها، جمع عَزلاء، وهو فم المزادة الأسفل.
وهاهنا كناية عن شدّة وقع المطر، وقد مرّ تحقيقه في حديث نافع .
وقوله : (زهرتها) أي زرعها ونباتها وبركتها .
قال الفيروزآبادي : «الزهرة، ويحرّك: النبات، ونوره. الجمع: زَهَر وأزهار . ومن الدُّنيا: بهجتها، ونضارتها، وحُسنها. وبالضمّ: البياض، والحسن. وقد زهِر ـ كفرح وكرم ـ وهو أزهَر» . ۱

1.القاموس المحيط ، ج ۶ ، ص ۴۸۳ و ۴۸۴ (زهر) مع التلخيص .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181533
صفحه از 624
پرینت  ارسال به