387
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

تلك الطعوم مفردا أو مركّبا، وذلك الذي من فضائله وعطاياه .
(من قَسمي له، وتفضيلي إيّاه) على غيره من الأنبياء .
قال الجوهري : «القَسْمُ: مصدر قسمت الشيء، فانقسم . والقِسم، بالكسر: الحظّ والنصيب من الخير . قال يعقوب : يُقال : هو يَقسِم أمره قَسْما؛ أي يقدّره، وينظر فيه كيف يفعل» . ۱
وفي القاموس: «القَسْم: العطاء». ۲
وفي الإتيان ب «من» التبعيضيّة إشعار بأنّ قسمه تعالى وتفضّلاته إيّاه كثيرة، وما ذكر هنا بعضٌ منها .
(على فترةٍ بينك وبينه) .
قال الجوهري : «الفترة: الإنكسار، والضعف . والفَتْرة: ما بين الرسولين من رسل اللّه » . ۳
وقوله : (يبدأهم به) ؛ لعلّ المراد يسبقهم بفعله .
في القاموس: «بدأ به ـ كمنع ـ ابتدأ . والشيء: فعله ابتداء» . ۴
وقوله : (تَنقاد له البلاد) ؛ يعني أهلها .
والبلد والبلدة: كلّ قطعة من الأرض مستحيزة، عامرة أو غامرة .
(ويخضع له صاحب الروم) ؛ مع شوكته، وكثرة حَشَمه وجُنده .
وهذا من قبيل ذكر الخاصّ بعد العامّ .
(على دين إبراهيم)؛ يعني هو على اُصول دينه وسننه الحنيفيّة .
وقيل : يحتمل أن يكون المراد أنّه يخضع له صاحب الروم؛ لأنّه على دين إبراهيم، ينادي إلى الصلاة بالأذان والإقامة .
(كنداء الجَيش بالشعار) بالكسر .
قال ابن الأثير: «في الحديث : إنّ شعار أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله في الغزو : يا منصور، أمِتْ، أَمِتْ ؛ أي علامتهم التي كانوا يتعارفون بها في الحرب» . ۵

1.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۱۰ (قسم) مع التلخيص .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۶۴ (قسم) .

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۷۷ (فتر) .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷ (بدأ) .

5.النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۷۹ (شعر) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
386

(من رحيق مختوم) أي من جنسه .
وفي النهاية : «الرحيق من أسماء الخمر ؛ يريد خمر الجنّة . والخمر المختوم: المصون الذي لم يبتذل لأجل خِتامه» . ۱
(فيه آنية مثل نجوم السماء) .
الإناء ـ بالكسر ـ يجمع على الآنية، وهي تجمع على الأواني .
وقيل : الإناء يجمع عليهما جميعا، والتشبيه باعتبار كثرة العدد والصفاء، لا الجرم . ۲
(وأكواب مثل مَدَر الأرض) .
قال الفيروزآبادي : «الكُوب، بالضمّ: كوز لا عروة له، أو لا خرطوم له . والجمع: أكواب» . ۳
وقال : «المَدَر، محرّكة: قطع الطين اليابس. واحدته بهاء». ۴
والتشبيه باعتبار الكثرة أيضا .
(عَذب) .
في الصحاح: «العَذْب: الماء الطيّب» . ۵
وفي القاموس: «العَذْب من الطعام والشراب: كلّ مستساغ» . ۶
والظاهر أنّه صفة للحوض باعتبار مظروفه، واحتمال كونه صفة للرحيق بعيد . ويحتمل أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف، أو هو مبتدأ وخبره «فيه»، و«من» بيان له، والضمير المجرور راجع إلى الحوض .
(فيه من كلّ شراب) ؛ يعني من أشربة الجنّة .
ولعلّ المراد: فيه طعم كلّ شراب منها ، بقرينة ما بعده .
وقيل : فيه كلّ شراب بالمزج والتركيب . أو يكون في كلّ ناحية منه شراب خاصّ . ۷
(وطعم كلّ ثمار في الجنّة) ؛ يحتمل تعلّق الجارّ بكلّ من الطعم والشراب، وأن يجد الذائقة

1.النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۰۸ (رحق) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۲۸ .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۲۶ (كوب) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۱ (مدر) .

5.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۷۸ (عذب) .

6.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ (عذب) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181476
صفحه از 624
پرینت  ارسال به