391
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقيل : ما عاهد عليه عبارة عن متابعته، والإيمان به، ونصرته . ۱
وقوله : (ألّا يدرسوا كتبه) .
درس الرسمُ ـ كنصر ـ دروسا: عفى. ودرسته الريحُ درسا.
والضمير المجرور راجع إلى محمّد صلى الله عليه و آله . وجمع الكتب باعتبار القرآن، وكتب السنّة التي سمعوا منه وكتبوها. أو القرآن باعتبار اشتماله على سائر الكتب المنزلة .
وقيل : الجمع للتعظيم. ۲ ويحتمل أن يقرأ: «كَتْبه» على صيغة المصدر؛ أي كتابة اسمه في الإنجيل وغيره من كتب الأنبياء .
قال الجوهري : «الكتاب معروف، والجمع: كُتَب، وكُتُب. وقد كتبت كَتْبا وكِتابا وكِتابةً» . ۳
وقوله : ([أن] يقرؤوه السلام) .
في القاموس: «قرأ: أبلغه، كأقرأه. ولا يُقال: أقرأه إلّا إذا كان السلام مكتوبا» . ۴
(فإنّ له في المَقام) ؛ يعني عند اللّه ، وهو مقام القُرب، أو مقام النبوّة، أو مقام الكرامة، أو مقام الشفاعة، أو مقام القيامة .
قال الجوهري :
المَقام والمُقام قد يكون كلّ واحدٍ منهما بمعنى الإقامة ، وقد يكون بمعنى موضع القيام؛ لأنّك إذا جعلته من قام يقوم فمفتوح ، وإن جعلته من أقام يقيم فمضموم؛ لأنّ الفعل إذا جاوز الثلاثة، فالموضع مضموم الميم . ۵
(شأنا من الشأن) بالهمزة: الأمر، والحال.
والتنوين للتعظيم، و«من» للتبعيض .
وقوله : (فارتد لنفسك) ؛ من الارتياد، وهو الطلب؛ أي اطلب لنفسك ما هو خيرٌ لك ممّا يقرّبك منّي .
وقوله : (الدُّنيا حُلوة) .
الحُلْو، بالضمّ: نقيض المُرّ . وحَلِيَ فلان بعيني ـ كعلم ـ وفي عيني وبصري وفي صدري

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۰ .

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۰۸ (كتب) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۴ (قرأ) .

4.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۱۷ (قوم) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
390

على أعدائك» . ۱
وروى عليّ بن إبراهيم بإسناده عن زرارة ، عن الإمامين عليهماالسلامفي قول اللّه : «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيما فَآوى» : «أي فآوى إليك الناس. «وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدى» أي هدى إليك قوما لا يعرفونك حتّى عرفوك . «وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنى» أي وجدك تعول أقواما، فأغناهم بعلمك» .
قال عليّ بن إبراهيم : «اليتيم: الذي لا مثَلَ له، ولذلك سمّيت الدرّة اليتيمة؛ لأنّه لا مَثَلَ لها ، ووجدك عائلاً فأغناك بالوحي، لا تسأل عن شيء أحدا ، «وَوَجَدَكَ ضَالّاً» في قوم لا يعرفون فضل نبوّتك، فهداهم اللّه بك» . ۲
وقوله : (وعلى اُمّته تقوم الساعة) ؛ كناية عن ختم النبوّة به صلى الله عليه و آله .
(ويدي فوق أيديهم) .
قال بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى : «يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»۳ :
أنّه من باب التخييل والتمثيل بما جرت به العادة من التصافق بالأيدي في المبايعات» .
وقيل : قوّة اللّه في نصرة الرسول فوق قوّتهم .
وقيل : هو من قوله صلى الله عليه و آله : «اليد العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى» . العليا: المعطية؛ أي اللّه معطيهم ما يكون له به الفضل عليهم .
وقيل : عَقْدُ اللّه في هذه البيعة فوق عَقْدِهم .
وقيل : ملك اللّه فوق ملكهم .
وقيل : يد اللّه بالوفاء فوق أيديهم .
وقيل : نِعم اللّه بما هداهم له فوق إجابتهم إلى ما أجابوا إليه من البيعة . ۴
(فمن نكث) أي نقض العهد، ولم يَفِ به .
وقيل : أي كفر . والنكث: نقض العهد. والنكث، بالكسر: المنكوث .
(فإنّما ينكث على نفسه) أي عليها وبال ذلك، ولا يعود ضرر نكثه إلّا عليه .
(ومن أوفى بما عاهد عليه) أي أتى به وافيا غير منتقص .

1.علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۱۳۰ ، ح ۱ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۱۶ ، ص ۱۴۱ ، ح ۴ .

2.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۴۲۷ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۱۶ ، ص ۱۴۲ ، ح ۶ .

3.الفتح (۴۸) : ۱۰ .

4.تفسير مجمع البيان ، ج ۹ ، ص ۱۸۹ (مع اختلاف) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181399
صفحه از 624
پرینت  ارسال به