393
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقيل : أي النظر في أعمال الغير ومحاسبتها شأن الربّ، لا شأن العبد. ۱ وهو كما ترى .
وفي بعض النسخ: «بمنزلة الربّ» .
في القاموس: «ربّ كلّ شيء: مالكه، ومستحقّه، أو صاحبه» . ۲
وفي بعضها: «بمنزلة المربّي»، وكان من التربية، فَمآلُهُ مع النسخة السابقة واحد .
وقيل : إنّه من رباء ـ مهموز اللّام ـ معناه المتّهم له باعتقاد النقصان فيه .
قال الفيروزآبادي في المهموز اللام: «ربأهم ولهم، كمنع: صار ربيئة لهم؛ أي طليعة. وَرابأته: حَذِرته، واتّقيته، وراقبته، وحارسته. وربّأه تربئةً: أذهبه» . ۳
(كن فيها) أي في النظرة، أو في تلك الحالة والمنزلة .
وقيل: في أعمال الغير، أو في الدنيا لظهورها بقرينة المقام ۴ . ولا يخفى بُعد الثاني ، وأمّا الأوّل فإن كان بتقدير النظر في أعمال الغير ونحوه، فيرجع إلى ما ذكرنا، وإلّا فلا معنى للزهد في أعمال الغير .
والظرف متعلّق بقوله : (زاهدا) . يُقال : زَهِدَ فيه وعنه، إذا لم يرغب .
وقوله : (ولا ترغب فيها) ؛ كالتأكيد للزهد .
(فتعطب) .
العَطَب، بالتحريك: الهلاك، وفعله كعلم .
وقوله : (اعقل وتفكّر) .
العقل: الإدراك . والتفكّر: التأمّل . وعرّفوه بأنّه تردّد القلب بالنظر والتدبّر، وطلب معرفة الشيء وأوّله وآخره، وحسنه وقبحه، ونفعه وضرّه، وخيره وشرّه .
وقوله : (كلّ وصفي لك) أي تبييني وإيضاحي .
وقيل : كلّ ما بيّنته . ۵ وأصل الوصف: النعت .
(نصيحةً وموعظة) خالصة .

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۷۵ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۰ (ربب) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۵ (ربأ) .

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۳۸ .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲ ، ص ۱۳۲ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
392

حَلاوَةً، إذا أعجبك؛ يعني أنّ اغترار الناس بالدنيا وانخداعهم منها لحلاوة متاعها في نظرهم بادئ الرأي .
(وإنّما استعملتك) أي أعملتك، أو طلبت منك العمل للآخرة، ورغبت فيه .
(فيها) أي الدنيا .
(فجانب) أي باعد، واجتنب.
(منها) أي من أعمالها .
(ما حذّرتك) أي أمرتك بالتحرّز عنه .
وقوله : (عَفوا) أي ما تيسّر لك أخذه وبذله من غير أن يبلغ حدّ الجهد والمشقّة ، أو بغير مسألة . فهو على الأوّل متعلّق بالأخذ، وعلى الثاني بالإعطاء، مع احتمال تعلّقه بالأخذ أيضا . فتأمّل .
وقيل : أي فضلاً وإحسانا، أو حلالاً طيّبا . ۱
في القاموس: «العَفْو: أصل المال، وأطيبه، وخيار الشيء، وأجوده ، والفضل، والمعروف. وأعطيته عفوا؛ أي بغير مسألة» . ۲
وقال الجوهري : «عفو المال: ما يفضل عن النفقة». ۳
ولا يبعد أن يُراد بالأخذ منها جعله زادا للآخرة، وصرفه في تحصيل أسباب النجاة فيها .
وقوله : (نظر العبد المذنب الخاطئ) ؛ يعني لا تخرج نفسك عن حدّ التقصير حين تنظر في عملك .
وقيل : أي كما أنّ ذلك العبد ينظر في ذنبه، ويتذلّل عند مولاه لعلّه يتجاوز عن تقصيره . ۴
(ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الريب ۵ ) ؛ يعني بنظر الشكّ والتّهمة في صحّة عمله، أو كماله، وتقصيره فيه ، بل ينبغي أن تظنّ أنّه أتى به بقدر الوسع والطاقة .

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۱ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۶۴ (عفو) .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۳۲ (عفو) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۱ .

5.في المتن الذي ضبطه الشارح رحمه الله سابقا : «الربّ» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181397
صفحه از 624
پرینت  ارسال به