403
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

واحتمال كون الترديد من الراوي بعيد .
قال الفيروزآبادي : «ساءهُ سَوْأً وسُوءا: فَعَلَ به ما يكره» . ۱
وقال : «الكَرْه، ويضمّ: الإباء، والمشقّة. أو بالضمّ: ما أكرهت نفسك عليه. وبالفتح: ما أكرهك غيرك عليه. كَرِهَهُ ـ كسمعه ـ كَرْها ـ ويضمّ ـ وكَراهةً وكراهِية ومكرَهَة، وتضمّ راؤه» . ۲
وقوله : (ثمّ انقلبي عن يسارك ثلاث مرّات) .
في كثير من النسخ المصحّحة: «على» بدل «عن».
قيل: لعلّ المراد الانقلاب عن اليمين إلى اليسار ثلاث مرّات، بأن ينقلب أوّلاً إلى اليسار، ثمّ إلى اليمين، ثمّ إلى اليسار، وهكذا . ۳
ويحتمل أن يكون متعلّقا بالقول فقط ؛ أي بقوله ثلاث مرّات ، ثمّ ينقلب .
وقيل : المراد أنّه ينقلب شيئا فشيئا، وقليلاً قليلاً عن اليمين إلى اليسار، إلى ثلاث دفعات .
وقال بعض الشارحين :
انقلبي، من الانقلاب في النسخ التي رأيناها، وفيه : أنّ الانقلاب إنّما هو عن الشقّ الذي وقع النوم عليه ـ كما مرّ ـ لا عن اليسار، إلّا إذا ثبت أنّها عليهاالسلام كانت تنام على اليسار. وهو كما ترى .
والظاهر أنّه تصحيف «اتفلي» بالتاء المثنّاة الفوقانيّة، والفاء من التفل، وهو شبيه بالبزق . وقد تَفَل يتفُل .
ويؤيّده ما روي من طريق العامّة عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال : «الرؤيا الصالحة من اللّه ، فإذا رأى أحدكم ما يحبّ، فلا يحدّث بها إلّا مَن يحبّ . وإذا رأى ما يكره، فليتفُل عن يساره ثلاثا، وليتعوّذ باللّه من شرّ الشيطان وشرّها، ولا يحدِّث بها [أحدا]؛ فإنّها لا تضرّه» . ۴

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۸ (سوء) .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۹۱ (كره) .

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۴۳ .

4.مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۰۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۲۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۵۲ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۲۲۳ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۵ ، ص ۳۷۲ ، ح ۴۱۴۳۱ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
402

اللّه صلى الله عليه و آله ذات اليمين، حتّى انتهى بهم إلى موضع فيه كلّ نخلٍ وماء، فاشترى رسول اللّه صلى الله عليه و آله شاة كبراء، وهي التي في أحد اُذنيها نقط بيض، فأمر بذبحها، فلمّا أكلوا ماتوا في مكانهم .
فانتبهت فاطمة باكية ذعرة، فلم تخبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله بذلك، فلمّا أصبحت جاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله بحمار، فأركب فاطمة عليهاالسلام، وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة، كما رأت فاطمة في نومها .
فلمّا خرجوا من حيطان المدينة، عرض لهم طريقان؛ فأخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذات اليمين ـ كما رأت فاطمة ـ حتّى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول اللّه صلى الله عليه و آله شاة ـ كما رأت فاطمة عليهاالسلامـ فأمر بذبحها، فذبحت، وشويت، فلمّا أرادوا أكلها، قامت فاطمة، وتنحّت ناحية منهم، تبكي مخافة أن يموتوا، فطلبها رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى وقف عليها وهي تبكي، فقال : ما شأنك يا بُنيّة؟
قالت : يارسول اللّه ، رأيت [البارحة] كذا وكذا في نومي، وقد فعلت أنت كما رأيته، فتنحّيت عنكم، فلا أراكم تموتون .
فقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فصلّى ركعتين، ثمّ ناجى ربّه، فنزل عليه جبريل، فقال : يا محمّد، هذا شيطانٌ يُقال له: الدها ۱ ، وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا، ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمّون به، فأمر جبرئيل، فجاء به إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال له : أنت أريتَ فاطمة هذه الرؤيا؟
فقال : نعم يا محمّد، فبزق عليه ثلاث بزقات، فشجّه في ثلاث مواضع .
ثمّ قال جبرئيل لمحمّد صلى الله عليه و آله : قل يا محمّد ، إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه، أو رأى أحدٌ من المؤمنين، فليقل: أعوذ بما عاذت به ملائكة اللّه المقرّبون، وأنبياء اللّه المرسلون، وعباده الصالحون، من شرّ ما رأيت من رؤياي. ويقرأ الحمد، والمعوّذتين، و«قل هو اللّه أحد»، ويتفل عن يساره ثلاث تفلات؛ فإنّه لا يضرّه ما رأى . وأنزل اللّه على رسوله : «إِنَّمَا النَّجْوى مِنْ الشَّيْطَانِ» الآية» . ۲
وقوله : (سوء أو شيء أكرهه) ؛ كأنّ الثاني أعمّ من الأوّل.

1.في المصدر : «الزها» . وفيه عن بعض النسخ : «الرها» .

2.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۳۵۵ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۱۸۷ ، ح ۵۳ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181015
صفحه از 624
پرینت  ارسال به