425
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

متن الحديث الثاني والعشرين والمائة

۰.عَنْهُ۱، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ:قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «يَا مَالِكُ، أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَتُؤْتُوا الزَّكَاةَ، وَتَكُفُّوا، وَتَدْخُلُوا الْجَنَّةَ؟
يَا مَالِكُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَوْمٍ ائْتَمُّوا بِإِمَامٍ فِي الدُّنْيَا إِلَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَلْعَنُهُمْ وَيَلْعَنُونَهُ إِلَا أَنْتُمْ، وَمَنْ كَانَ عَلى مِثْلِ حَالِكُمْ.
يَا مَالِكُ، إِنَّ الْمَيِّتَ ـ وَاللّهِ ـ مِنْكُمْ عَلى هذَا الْأَمْرِ لَشَهِيدٌ بِمَنْزِلَةِ الضَّارِبِ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ».

شرح

السند حسن .
قوله : (وتكفّوا) أي عن الناس بالتقيّة، أو ألسنتكم وأنفسكم عمّا لا يليق من الأقوال والأعمال .

متن الحديث الثالث والعشرين والمائة

۰.يَحْيَى الْحَلَبِيُّ۲، عَنْ بَشِيرٍ الْكُنَاسِيِّ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ: «وَصَلْتُمْ وَقَطَعَ النَّاسُ، وَأَحْبَبْتُمْ وَأَبْغَضَ النَّاسُ، وَعَرَفْتُمْ وَأَنْكَرَ النَّاسُ، وَهُوَ الْحَقُّ؛ إِنَّ اللّهَ اتَّخَذَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله عَبْدا قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ نَبِيّا، وَإِنَّ عَلِيّا عليه السلام كَانَ عَبْدا نَاصِحا لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَنَصَحَهُ، وَأَحَبَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَحَبَّهُ.
إِنَّ حَقَّنَا فِي كِتَابِ اللّهِ بَيِّنٌ، لَنَا صَفْوُ الْأَمْوَالِ، ۳ وَلَنَا الْأَنْفَالُ، وَإِنَّا قَوْمٌ فَرَضَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ طَاعَتَنَا، وَإِنَّكُمْ تَأْتَمُّونَ بِمَنْ لَا يُعْذَرُ النَّاسُ بِجَهَالَتِهِ.
وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَنْ مَاتَ، وَلَيْسَ لَهُ ۴ إِمَامٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. عَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، فَقَدْ رَأَيْتُمْ أَصْحَابَ عَلِيٍّ عليه السلام ».
ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: ادْعُوا لِي خَلِيلِي، فَأَرْسَلَتَا إِلى

1.رجوع الضمير إلى يحيى الحلبي أمر واضح .

2.السند معلّق ، كالأسناد الثلاثة المتقدّمة.

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «المال».

4.في الحاشية عن بعض النسخ: «عليه».


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
424

في القاموس : «الشتت: المُفرَّق المشتّت. وقومٌ شتّى؛ أي فِرَقا من غير قبيلة» ۱ . ويفهم منه أنّ شتّى جمع شتت، كجرحى وجريح، وأسرى وأسير .
(فمنهم من أخذ برأيه) .
الباء للتعدية، أو زائدة . أو المراد من أخذ اُمور دينه برأيه وعقله وتدبيره، لا بما أنزل اللّه .
(ومنهم من اتّبع هواه) .
الهوى، بالقصر: هَوى النفس، وميله. وهَوِي ـ بالكسر ـ يَهْوي هَوىً: أحبّ . هذا هو الأصل، ثمّ استعمل في ميل النفس إلى مشتهياتها ومخاطرتها .
ولعلّ المراد به هنا ما يجعلونه أهل الخلاف أصلاً لاستنباط الأحكام الشرعيّة، كالقياس ونحوه .
(ومنهم من اتّبع الرواية)؛ كأنّ المراد اتّباع ظاهر الرواية من تحقيق للمراد وتصحيح للمأخذ .
(وإنّكم أخذتم بأمر له أصل) ؛ لعلّ المراد بالأمر الدِّين، وبالأصل حافظه المنصوب من قبل اللّه ، المنصوص من قبل رسوله .
وقيل : يمكن أن يُراد بالأمر ولاية الأئمّة، وبالأصل النصّ بها . ۲
(فعليكم بالورع) عن المحرّمات.
(والاجتهاد) في العبادات .
والظاهر أنّ الفاء فصيحة. وفيه إشعار بكون الورع والاجتهاد متمّما لذلك الأمر .
(واشهدَوا الجنائز) مطلقا .
(وعودوا المرضى) كذلك.
العَود: زيارة المريض، كالعياد، والعيادة .
وقوله : (أن يعرف جاره) ؛ موافقا كان، أو مخالفا .

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۵۱ (شتت) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۴۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179279
صفحه از 624
پرینت  ارسال به