427
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقال الجوهري : «تعديته باللام أفصح». ۱
والغرض أنّ هذا الكمال الذي كان حاصلاً لنبيّنا صلى الله عليه و آله قبل بعثته ونبوّته من كمال العبوديّة، قد كان لعليّ عليه السلام ، وأنتم تولّيتم وأقررتم بولاية مَن كان كذلك، فبينكم وبين مخالفيكم بونٌ بعيد .
وقوله : (صفو الأموال) أي صفايا الغنيمة .
وصفو الشيء، بالفتح: خالصه .
والنَّفَل، محرّكة: الغنيمة، والهبة. والجمع: أنفال . وقد مرَّ تفسيرها وتفصيلها في أحاديث باب الفيء والأنفال من أبواب الاُصول .
وقوله : (لا يُعذر) ؛ على بناء المفعول .
وقوله : (ميتة جاهليّة) ؛ بكسر الميم .
قال الفيروزآبادي : «الميتة: ما لم تلحقه الذكاة. وبالكسر للنوع» . ۲
وقوله : (عليكم بالطاعة) أي طاعة من يجب طاعته .
(فقد رأيتم) أي علمتم أحوال (أصحاب عليّ عليه السلام ) أي أصحابه المطيعين له ، والغرض الترغيب على الاُسوة بهم . أو أصحابه المخالفين له، فالغرض التحذير عن سلوك سبيلهم. أو الأعمّ منهما ، فالغرض أيضا أعمّ .
وقوله : (ادعوا لي خليلي) .
في القاموس : «الخَلّة: الصداقة المختصّة، لا خلل فيها . والخليل: الصادق، أو من أصفى المودّة» . ۳
(فأرسلتا) أي عائشة وحفصة .
وقوله : (أكبّ عليه): أقبل، ولزم .
وقوله : (بألف باب من العلم) أي ألف نوع منه. أو ألف قاعدة [من القواعد] الكلّيّة التي تستنبط من كلّ قاعدة منها ألف قاعدة اُخرى .

1.اُنظر : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۴۱۱ (نصح) .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۵۸ (موت) .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۷۰ (خلل) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
426

أَبَوَيْهِمَا، فَلَمَّا جَاءَا أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ. ۱ ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي خَلِيلِي، فَقَالَا: قَدْ رَآنَا لَوْ أَرَادَنَا لَكَلَّمَنَا، فَأَرْسَلَتَا إِلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَلَمَّا جَاءَ أَكَبَّ عَلَيْهِ يُحَدِّثُهُ وَيُحَدِّثُهُ حَتّى إِذَا فَرَغَ لَقِيَاهُ، فَقَالَا: مَا حَدَّثَكَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي بِأَلْفِ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ يُفْتَحُ كُلُّ بَابٍ إِلى أَلْفِ بَابٍ».

شرح

السند مجهول .
وقيل : يمكن أن يعدّ حسنا؛ لدلالة هذا الخبر على مدح بشير . ۲
والكناسة، بالضمّ: موضع بالكوفة .
قوله : (وصلتم) ؛ يعني بمن يجب وصلته .
وكذا قوله : (أحببتم) و(عرفتم) .
وقوله : (وهو الحقّ) ؛ كأنّ الضمير راجع إلى متعلّق المعرفة والإنكار، أو متعلّق بالوصل والقطع، والحبّ والبغض أيضا .
وقيل : لعلّ المراد أنّه تعالى هو الحقّ يحكم بينكم وبينهم . ۳
(إنّ اللّه اتّخذ محمّدا صلى الله عليه و آله عبدا) موفيا بحقوق العبوديّة .
(قبل أن يتّخذه نبيّا) .
قيل : لعلّ الغرض منه هو التنبيه على أنّ العبوديّة هي الأصل المطلوب من كلّ أحد، ولا يتحقّق مع إنكار شيء من الحقوق، وأعظمها الولاية . ۴
وقوله : (فنصحه) .
المستتر فيه راجع إلى اللّه ، والبارز إلى عليّ عليه السلام . والناصح: الخالص من كلّ شيء . ورجل ناصح: الحبيب، نقيّ القلب، لا غشّ فيه. وفعله كمنع، ويعدّى بنفسه وباللّام .

1.قد كرّرت العبارة في النسخة والطبعة الجديدة من «ثمّ قال: ادعوا» إلى هنا.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۵۵ .

3.احتمله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۴۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 161263
صفحه از 624
پرینت  ارسال به