435
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

الشيء بالنار: أحميته» . 1
ويمكن هنا إرادة كلّ من هذه المعاني بتكلّف .
وقيل : معناه: رفعتها، وحرّكتها تجبّرا وتكبّرا. وهذا من أحسن الاستعارات . انتهى . 2
وأنت خبير بعدم مطابقته لما ذكرناه من اللّغة . فتأمّل . ولعلّ هذه النسخة تصحيف ، والصحيح: «أرخت» كما في بعض النسخ .
قال الجوهري : «أرخيتُ السِّتر وغيره، إذا أرسلته» . 3 وإرخاء الأذيال عبارة عن شدّة هبوبها وحركتها في الآفاق والأطراف، أو عن تكبّرها، كما هو شأن أهل الكبر من العرب .
وقوله : (ما يستتر به من الريح) ؛ كالأبنية .
(وغيرها) أي غير الريح ممّا يؤذي، كالمطر والحرّ والبرد .
وفي بعض النسخ: «وعزلها» بصيغة الفعل؛ أي وعزل الإنسان الريح عنه بما اتّخذ من البناء والسترة .
وقوله : (طغى) .
في القاموس : «طغى ـ كرضى ـ طَغْيا وطغيانا، بالضمّ والكسر: جاوز القدر، وارتفع، وغَلا في الكفر، وأسرف في المعاصي. وطغا يطغو طُغْوىً وطُغوانا بضمّهما، كطغِيَ يَطغي» . 4
وقوله : (فإنّي ذابحك بين الفريقين) .
الذبح إمّا محمول على الحقيقة ، أو كناية عن الإعدام والإفناء ، أو على ذبح شيء مسمّى بهذا الاسم؛ ليعرف الفريقان رفع الموت عنهما على المشاهدة والعيان، إن لم نقل بتجسّم الأعراض في تلك النشأة .
وقد روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال : «يؤتى بالموت، كأنّه كبشٌ أملح، فينادى، فيُقال : يا أهل الجنّة، هل تعرفون الموت؟ فينظرونه، ويعرفونه، فيُذبح بين الجنّة والنار . ثمّ يُقال : يا أهل الجنّة خلود، ويا أهل النار خلود بلا موت، فذلك قوله عزّ وجلّ : «وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ

1.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۴۰۲ (لوح) .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۶۸ .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۵۴ (رخا) .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۵۶ (طغو) مع التلخيص .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
434

وقوله : (زَفَرَتْ، وشَهَقَتْ) .
في القاموس : «زَفَر يَزفِر زَفْرا وزفيرا: أخرج نفسه بعد مدّه إيّاه . وزفرت النار: سُمِع لتوقّدها صوتٌ» . ۱
وقال الجوهري :
شَهَق ـ كمنع وضرب وسمع ـ يشهق؛ أي ارتفع . وفلان ذو شاهق، إذا كان يشتدّ غضبه . وشهيق الحمار: آخر صوته. وزفيره: أوّله . وقد شهق يشهَق ويشهِق شهيقا . ويُقال : الشهيق: ردّ النَّفَس. والزفير: إخراجه . والشهقة كالصيحة. يُقال : شهق فلان شهقةً، فمات . ۲
وقوله : (فخلق الماء، فأطفأها) .
الإطفاء: إذهاب لَهَب النار، وتوقّدها .
ولعلّ المراد بالماء هاهنا المياه التي خلقت على وجه الأرض . ويؤيّده أنّه عليه السلام قيّد الماء في أوّل الخبر بالبحار السفلى، وغلبة الأرض إنّما هي عليها دون المياه الظاهرة، فلا ينافي تأخّر خلق هذا الماء عن كثير من الأشياء تَقدُّم خلق أصل الماء وحقيقته على سائر الأشياء . كذا اُفيد .
وقوله : (وأثارت) .
في القاموس : «الثور: الهيجان، والوثب، والسطوع. وأثاره غيره». ۳
وتعليق الإثارة بقوله : (ما في قعره) كناية عن التحريك الشديد .
وقوله : (عصفت) .
عصفتِ الريح ـ كضرب ـ عصفا وعُصُوفا: اشتدّت، فهي عاصفة وعاصِفٌ وعَصوف .
وقوله : (لوّحت ۴
أذيالها) .
الذيل: آخر كلّ شيء. ومن الإزار والثوب: ما جرّ. ومن الرّيح: ما تتركهُ في الرمل، كأثر ذيلٍ مجرورٍ. والجمع: أذيال .
وقال الجوهري : «لوّحت الشمس لَونَهُ، إذا غيّرته . ولوّح بثوبه؛ أي لمع به. ولوّحت

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۹ (زفر) .

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۰۵ (شهق) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۸۳ (ثور) .

4.في كلتا الطبعتين : «وأرخت» بدل «لوّحت» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179526
صفحه از 624
پرینت  ارسال به