453
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

السادسة فوق سماء الخامسة وسماء السادسة فوقها قبّة، والأرض السابعة فوق سماء السادسة وسماء السابعة فوقها قبّة، وعرش الرحمن ـ تبارك وتعالى ـ فوق السماء السابعة، وهو قول اللّه : «الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ» ؛ فأمّا صاحب الأمر، فهو رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والوصيّ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله قائم على وجه الأرض، فإنّما يتنزّل الأمر إليه من فوق من بين السماوات والأرضين».
قلت : فما تحتنا إلّا أرض واحدة؟
فقال : «ما تحتنا إلّا أرض واحدة، وإنّ الستّ لهنّ فوقنا» . ۱
قال بعض الأفاضل : «يحتمل أن يكون هذا المعنى، والذي ذكر سابقا، داخلين تحت الآية، باعتبار البطون المختلفة» ۲ انتهى . فليتأمّل .
وقوله : (على ظهر الديك) .
في القاموس : «الديك ـ بالكسر ـ معروف. والجمع: ديوك، وأدياك، وديكَة كقِرَدة . وقد يُطلق على الدجاجة» . ۳
وقوله : (ورجلاه في التُّخوم) .
قال الجوهري : «التخم: منتهى كلّ أرض، أو قرية. والجمع: تُخُوم، مثل فِلس وفلوس . وقال الفرّاء : تُخومُها : حدودها . وقال ابن السكّيت : سمعت أبا عمرٍ يقول : هي تخومُ الأرض. والجمع: تخم، مثل صبور وصُبُر» . ۴
وفي القاموس : «التُّخوم، بالضمّ: الفَصْل بين الأرضين من المعالم والحدود، مؤنّثة. والجمع: تخوم أيضا . وتُخُم ـ كعُنُق ـ أو الواحد: تُخم بالضمّ، وتَخْم، وتَخومة بفتحهما» . ۵
وقيل : لعلّ المراد بالتخوم هنا منتهى الصخرة . ۶
وقوله : (البحر المُظلم) ؛ كأنّ المراد به البحر الأعظم المحيط بالأرض ، سمّي مظلما لغور عمقه، وكلّما كثر الماء وغار العمق سمّي مظلما، أو أسود وأخضر .

1.تفسير القمّي، ج ۲ ، ص ۳۲۸ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۷ ، ص ۷۹ ، ح ۴ .

2.اُنظر : مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۷۳ .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ (ديك) .

4.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۷۷ (تخم) .

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۸۳ (تخم) .

6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۱ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
452

واعلم أنّ مبنى هذه الوجوه على أنّ المراد بالأرض غير السماوات . ولا يخفى سخافتها، وبُعد تنزيل الآيات والأخبار عليها .
وهاهنا كلام ذكره بعض الأفاضل، وهو أنّه:
يلزم من هذا الحديث، وعلى تقدير تماسّ هذه السبع بعضها ببعض أحد أمرين : إمّا أن تكون السبع أجساما مسطّحة . أو تكون كرات مماسّة بنقطة؛ وذلك لأنّها إن كانت مسطّحة، فهو الأمر الأوّل ، وإن كانت كرة، فإن كان مجموعها من حيث المجموع كرة واحدة، لزم أن يكون الأعظم القطعة التي فيها المنطقة، وأن يكون ما فوقها وما تحتها من القطاع متساوية، كلّ واحدة لبطؤها . وهذا ينافي كون كلّ تحتانيّة أعظم من الفوقانيّة، وإن كانت كلّ واحدة كرة، فإن كان كلّ تحتانيّة محيطة بالفوقانيّة، لزم أن تكون هذه الأرض محاطة بأرض اُخرى، وليس كذلك .
فينبغي أن تكون غير محيطة، فيلزم أن يكون التماسّ بنقطة، وهو الأمر الثاني. فليتأمّل . ۱
وأقول : روى عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا عليه السلام ، قال : قلت له : أخبرني عن قول اللّه عزّ وجلّ : «وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ»۲ ؟ فقال : «هي محبوكة على الأرض» وشبّك بين أصابعه.
فقلت : كيف تكون محبوكة إلى الأرض، واللّه يقول : «رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا»۳ ؟
فقال : «سبحان اللّه ، أليس يقول : «بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» »؟
قلت : بلى . قال : «فثمَّ عمد، ولكن لا ترونها؟» قلت : كيف ذلك جعلني اللّه فداك ؟
قال : فبسط كفّه اليسرى، ثمّ وضع اليُمنى عليها، فقال : «هذه أرض الدُّنيا، وسماء الدُّنيا عليها، فوقها قبّة، والأرض الثانية فوق سماء الدُّنيا وسماء الثانية فوقها قبّة، والأرض الثالثة فوق سماء الثانية وسماء الثالثة فوقها قبّة، والأرض الرابعة فوق سماء الثالثة وسماء الرابعة فوقها قبّة، والأرض الخامسة فوق سماء الرابعة وسماء الخامسة فوقها قبّة، والأرض

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۰ .

2.الذاريات (۵۱) : ۷ .

3.الرعد (۱۳) : ۲ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181229
صفحه از 624
پرینت  ارسال به